نادي حيفا الثّقافي: ندوة “الرّواية وتاريخ المدن” بالتّعاون مع وزارة الثّقافة الفلسطينيّة.

KODAK Digital Still Camera

رام الله- معرض فلسطين الدّولي الثّالث عشر للكتاب (09.09.2023).

ندوة “الرّواية وتاريخ المدن” بالتّعاون مع وزارة الثّقافة الفلسطينيّة

ضمن برنامج “عشق الوطن يجمعنا” وتحت شعار “ثقافة فلسطينيّة واحدة”، ووسط حضور نوعيّ كبير وقامات لافته، ولفيف من الأدباء والشّعراء ونخبة من المثقّفين، أقام نادي حيفا الثّقافي ندوة بعنوان: “الرّواية وتاريخ المدن”، وذلك بالتّعاون مع وزارة الثّقافة الفلسطينيّة.

اعتلى المنصّة مُفتتِحا النّدوة ومرحّبا بالحضور، رئيس ومؤسس النّادي الأستاذ المحامي فؤاد نقّارة، قدّم شكره لوزارة الثّقافة ولمعالي الوزير الدّكتور عاطف أبو سيف على التّعاون ورعاية النّدوة، ثمّ دعا الشّاعر عبد السّلام العطاري لتحيّة الجمهور بكلمته التي عبّر فيها عن سعادته بهذا اللّقاء قائلا: سعداء جدّا بهذا الحضور النّوعيّ لفلسطينيي عام 1948، أنتم لستم ضيوفا بل شركاء دائما، ولا يمكن للمشهد الثّقافي الفلسطينيّ أن يكتمل دون حضوركم ومشاركتكم، ودون أن تكون حيفا وعكّا ويافا والقدس ورفح وجنين والخليل، كلّها حاضرة في معرض فلسطين الدّولي للكتاب، فهنا الكلّ الفلسطينيّ بكلّ مكوّناته الثّقافيّة وبمختلف فعاليّاته، وما يقوم به نادي حيفا الثّقافي هو استكمال لقمر الثّقافة الفلسطينيّة.

توّلت العرافة باقتدار ومحبّة الكاتبة أسمى وزوز، وقد تخلّلت النّدوة مداخلات لكلّ من: د. رياض كامل، الكاتبة صباح بشير، د. جوني منصور، المحاضرة لبابة صبري.

في مداخلته ذكر د. رياض كامل بأنّ الرّواية ليست مصدرا تاريخيّا ولن تكون، لأنّها عمل تخيّيلي، لكنّها تقدّم للقضيّة ما لا يقدّمه التّاريخ، فالتّاريخ يقدّم زوايا معينة بلغة تقريريّة، أمّا الرّواية فلها لغتها الشّاعريّة. تطرّق لرواية “الوراث” لخليل بيدس، ورواية “الحياة بعد الموت” لإسكندر الخوري البيتجالي التي قال عنها: نتعرّف من خلالها على معلومات غنيّة عن القدس وبيئتها الاجتماعيّة والفكريّة والسياسيّة وعلاقتها بالمدن العربيّة، وما جلبته الحرب العالميّة الأولى من مصائب على المقدسيين، وأردف: من المدن التي قامت بدور رياديّ على المستوى الفكريّ والاجتماعيّ والسياسيّ: يافا، القدس، وحيفا، بالإضافة إلى مدن أخرى لاقت اهتماما في الرّواية مثل عكّا، طبريا، النّاصرة، بيت لحم، ونابلس ورام الله.

تلته الكاتبة صباح بشير التي تطرّقت في مداخلتها إلى نشأة الرّواية التّاريخيّة المحليّة والعربيّة، تحدّثت عن دور الرّواية التّاريخيّة وعن الحيّز المكانيّ فيها، ثمّ قالت: هناك حبل رفيع يربط الكاتب بالمؤرّخ، والكتابة عن المكان وأحداثه التّاريخيّة تعيدهما إلى المقدّمة، لذا على الكاتب أن يصدق في طرحه وصياغته، يتحسّس النّصّ ويلتحم به، فلا يؤسّسه على الفراغ ومنه، ورّغم التّقارب بين تعامل الكاتب والمؤرّخ مع المكان في التّأريخ أو الرّوايّة، فإن الفارق الأساسيّ يظهر جليّا بينهما في تناول كلّ منهما للجانب الإنسانيّ للحدث، فالمؤرّخ يدرس البشر في سياقهم التّاريخيّ كعامل مؤثّر، إلا أنّه لا يتعامل مع الجانب الحسيّ الوجدانيّ عند هذا العامل، لكنّ الرّوائيّ يتعامل معه بمهارة واحتراف.

كانت الكلمة بعدها للمؤرخ د. جوني منصور، الذي بدأ مداخلته بالقول: الرّواية هي حلقة الوصل بين النّص التّاريخيّ الجاف وبين رغبة الإنسان في معرفة تفاصيل تربط الكثير من القضايا والأحداث، تحدّث عن المكان والهويّة، وأهمية المركّبات المتعلقة بهما، ومن خلال رواية عائد إلى حيفا لغسان كنفاني، ورام الله لعبّاد يحيى، أشار إلى علاقة المكان بهويّة الإنسان، وكيف تتشوّه الهويّة وتكون ناقصة في حال فقدان المكان وخسارته، والمكان في هذا السّياق هو الأشخاص والمكوّنات الماديّة الملموسة، والمعالم العمرانيّة بشكل خاص.

أمّا المشارَكَة الرابعة فكانت للمحاضرة لبابة صبري حيث قدّمت قراءة لرواية “الملاحق المسيحي الأخير” للكاتب هاني السّالمي. قالت: يتناول هذا العمل تفاصيل الحياة الاجتماعيّة في قطاع غزّة، يقوم الكاتب بإثارة اهتمام القارئ من خلال النّص بالحديث مع البطل “ميشال عوّاد” حول كتابة رواية يكون بطلها “نضال الرّجعي”، يدور نقاش بينهما حول طريقة بناء الشّخصيّة وبعض التّفاصيل الّتي تتعلّق بالرّواية، وفي النّهاية يتوحّد مصير البطل ميشال عوّاد مع شخصية نضال الرّجعي في توجّه خاص نحو النّضال ثمّ الموت. وبهذا يبتكر الكاتب نصّا أدبيّا مغايرا يلبّي سمات الشّخوص والقضايا التّي طرحتها الرّواية، والتي تعبّر عن البطل الغزّاوي المسيحيّ.

 

 

 

 

شاهد أيضاً

أمسية ثقافيّة ناجحة لإشهار دراسة “نظرية التّعليم الإيجابيّ

أمسية ثقافيّة ناجحة في نادي حيفا الثقافيّ لإشهار دراسة “نظرية التّعليم الإيجابيّ حيفا – 05.09.2024/ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *