كلمة الأستاذ فؤاد نقّارة في كتاب “سنوات من العطاء -1-  (2012-2021) “

 

فؤاد مفيد نقّارة

مؤسّس ورئيس نادي حيفا الثّقافيّ

“سنوات من العطاء -1-  (2012-2021) ” هو الكتاب الثّالث لنادي حيفا الثّقافيّ، وهذا هو الجزء الأوّل منه، الذي يوثّق نشاطنا منذ عام 2012 إلى عام 2015. ويسلّط الضّوء على تنوّع الفعاليّات التي تمّ تنظيمها خلال تلك الفترة.

لقد عملنا سابقا على إصدار كتابنا التسجيليّ الأوّل “رحلة من العطاء”، الذي وثّق نشاط النّادي لعام (2022م)، وكتابنا الثّاني “عطاء متواصل”، الذي وثّق فعاليّاتنا لعام (2023م). وسنستمر في هذا المشروع لتغطية وتوثيق كافّة إنجازات النّادي على مدار السّنوات القادمة، وذلك إيمانًا منّا بأهميّة حفظ وتوثيق مسيرة العطاء.

تُمثّل كتبنا التّسجيليّة رحلة مُلهمة، ووثيقة مهمّة لتأريخ مسيرة النّادي، فهي تخلّد مشاركاتنا الثّقافيّة مع المبدعين والأدباء من الوطن، ومن مختلف أنحاء العالم العربيّ. كما تشكّل جسر تواصلٍ بيننا وبين المجتمع، تُعرّف بنا وبأهدافنا، وترفع من مستوى الوعي بأهميّة العمل الثّقافيّ. ونحن بدورنا نهدي هذه الكتب إلى الحركة الثّقافيّة؛ لدعم المبدعين والمثقّفين العرب، وتشجيعهم على الإبداع والعطاء.

لقد وُلِدَ نادي حيفا الثّقافيّ من رحم الحاجة إلى منبر ثقافيّ يُنير عقول النّاس ويثري أرواحهم. انطلق بحماس متّقد، وسرعان ما تحوَّل إلى منصّة ثقافيّة نابضة بالحياة، تجذب إليها المثقّفين والفنّانين من مختلف أنحاء البلاد. ومنذ نشأة النّادي، سعينا جاهدين لتقديم أفضل ما لدينا من نشاطات تلبّي احتياجات المُجتمع الثّقافيّة، وتشمل نشاطاتنا ما يلي:

  • الندوات والأمسيات والمحاضرات الثّقافيّة والفكريّة، التي تتناول مجموعة متنوّعة من الموضوعات الثّقافيّة والفكريّة، والاجتماعيّة.

  • أمسيات شعريّة وأدبيّة وفنّيّة؛ تُقام لتكريم الشّعراء والأدباء والفنّانين، وتقديم أعمالهم للجمهور.

  • الحضور والمشاركة في معارض الكتب، ومتابعة دور النّشر وإصداراتها.

  • حفلات إشهار للكتب والإصدارات الجديدة، يشارك فيها أدباء وشعراء من البلاد وخارجها.

  • حلقات نقاش للكتب المتنوعة، يناقش فيها صالون القراءة مؤلّفات من مختلف الأجناس الأدبيّة والفكريّة.

  • زيارات ثقافيّة إلى الأماكن التّاريخيّة والدّينيّة والأثريّة، والمتاحف والمعارض الفنّيّة، وذلك ضمن برنامج “عشق الوطن يجمعنا”، وبهدف التّعرّف عن قرب على ثقافة الأجداد، وعلى حضارتنا الإنسانيّة بشكل عام.

  • زيارات المحبّة والاحترام لمبدعينا الأعزّاء، التي نعبّر من خلالها عن خالص تقديرنا لهم ولإبداعاتهم، نكرّمهم على مساهماتهم في إثراء السّاحة الثّقافيّة العربيّة، ونشاركهم في أحاديث مثمرة حول أعمالهم الإبداعيّة، ونستمع إلى أفكارهم وتجاربهم، ونثري علاقاتنا معهم ونقرّب المسافات بيننا. ونحرص على توثيق هذه الزّيارات بالصّور والفيديوهات، لتكون شاهدة على تقديرنا لهم، ولحفظها للأجيال القادمة. ونأمّل أن تساهم هذه الزّيارات في نشر البهجة والسّرور في نفوسهم، وأن تُشجّعَهم على المزيد من الإبداع والعطاء. ونؤكّد على أنّ هذه الزّيارات هي جزء من رسالتنا.

  • تنظيم المعارض الفنّيّة المختلفة للعديد من الفنّانين. لقد عملنا خلال نشاطنا على تقديم الفرص للفنّانين للتّعبير عن أنفسهم، وعرض أعمالهم الفنّيّة أمام جمهورنا من المهتمّين بالفنّ، مما يساعدهم على تطوير مهاراتهم وبناء مسيرتهم، كما ويخلق حالة من الحراك الفنّيّ، ودعم الإبداع في المجتمع، وإثراء السّاحة الفنّيّة، بمجموعة متنوّعة من الأعمال التي تعكس مختلف الرّؤى والاتّجاهات الإبداعيّة.

  • متابعة موقعنا الإلكتروني (https://haifacultureclub.org/) الذي يعدّ نافذتنا على العالم الثّقافيّ، فهو أحد أنشطتنا المهمّة، يُتوِّج فعاليّاتنا ويوثّقها ويؤرشفها؛ لتظلّ حيّة في الذّاكرة.

يعمل موقعنا على توفير مجموعة من المعلومات لزائريه، منها الصّور، وأحدث الأخبار المتعلّقة بالنّادي، والدّعوات والإعلانات عن الفعاليّات الجديدة، وتقارير خاصّة عن الأنشطة السّابقة، ويضمّ كذلك مجموعة متنوّعة من المحتوى الثّقافيّ، مثل المقالات والمداخلات التي تمّ تقديمها في النّادي حول مختلف الموضوعات التي ناقشتها النّدوات والأمسيات التي تمّ تنظيمها، بالإضافة إلى إبداعات الأدباء والشّعراء المختلفة، وكذلك مكتبة تضمّ مجموعة كبيرة من الكتب المتوفّرة لدينا.

توفّر هذه المنصّة الإلكترونيّة قناة هامّة للتواصل المباشر مع الجمهور، حيث يمكن لزائري الموقع التّواصل مع النّادي، والمشاركة وطرح الأسئلة والاستفسارات والتّعليق على المواضيع المنشورة، كما توفّر فرصة للتّعرّف على النّادي وأهدافه وأنشطته التي يقوم بتنظيمها.

من هنا، فجميع فعاليّاتنا تساهم في إثراء الحياة الثّقافيّة في البلاد، وتجعل من نادي حيفا الثّقافيّ مركزا ثقافيّا بارزا، محلّيّا وعربيّا، وتعكس اهتمامنا بالشّأن الثّقافيّ المحلّيّ، وحرصنا على نشر الوعيّ الثّقافيّ.

كما تشجّع نشاطاتنا على الحوار والنّقاش حول مختلف القضايا الثّقافيّة، حيث يشارك فيها مجموعة متنوّعة من المفكّرين والمبدعين والمثقّفين والفنّانين والأدباء والشّعراء، ممّا يخلق بيئة ثقافيّة خصبة. ودائما ما نسعى إلى دعم الابتكار والإبداع، واكتشاف المواهب الثّقافيّة، نشجّعها ونرصد إنجازاتها، ونتابع مسيرتها الإبداعيّة من خلال تقديم النّصح والتّوجيه، وتوفير الفرص لها للمشاركة في فعاليّاتنا وتقديمها للجمهور، وربطها بالمبدعين والمثقفّين المخضرمين والأدباء. وبفضل تشجيعنا ومتابعتنا وإعطائنا الفرص للمبدعين، أشرق الكثير من الأدباء عبر منصتنا، لمعوا كنجوم ساطعة في سماء الثّقافة، تعرّف عليهم الجمهور، وأصبحوا محطّ الأنظار، يحظون بتقدير الجميع، منهم من ظلّوا على العهد، واصلوا مسيرتهم الإبداعيّة، وحقّقوا المزيد من النّجاحات، ولم ينسوا دور النّادي في حياتهم الإبداعيّة، فواصلوا دعمه ومساندته، ونواصل نحن دعمهم ومتابعتهم وتشجيعهم، وتقدير إنجازاتهم وعرضها وإشهارها. ونأملُ أن تُشكّل مسيرتهم حافزا للأجيال القادمة.

لقد كان النّادي ولا يزال حاضنة للمبدعين، ونقطة انطلاق لهم نحو تحقيق النّجاح والتميّز، فنحن نؤمن بأهميّة الإبداع ودور المبدع في بناء المجتمعات المزدهرة والعادلة. لهذا، نسعى لمواصلة طريقنا وتنظيم المزيد من الأنشطة، وتوسيع دائرتنا، وتعزيز التّبادل الفكريّ والتّفاعل الإيجابيّ، والاهتمام بالتّراث والأدب والفنون.

ويظلّ هدفنا الأسمى هو العمل على تحفيز حبّ القراءة، وترسيخ الكتاب في قلوب وأذهان النّاس، والحفاظ على الهويّة الثّقافيّة لمجتمعنا.

نحن على ثقة أنّ استمرار جهودنا في هذا الاتّجاه سيساهم في بناء مستقبل ثقافيّ واعد، لذلك، سنواصل تطوير برامجنا التي تلبّي احتياجات المجتمع الثّقافيّة، وتنشر الوعي بأهميّة الثّقافة، وتسعدنا مشاركتكم الفعّالة في هذا المسار.

نتطلّع إلى المستقبل بتفاؤل وإيمان، فتحقيق النّجاح في ميدان الثّقافة يعتمد على تكامل جهودنا وروح التّعاون المستمر، فشكرا لكلّ من ساهم في إنجاح مسيرتنا من خلال عطائه المادّيّ والمعنويّ، وتعاونه البنّاء، وإيمانه الرّاسخ بأهميّة الثّقافة في بناء مجتمعاتنا العربيّة.

أقدّم شكري وامتناني للأستاذ المحامي كميل مويس لدعمه هذا الكتاب ليخرج إلى النّور، وللدّكتور حاتم خوري وصندوق حيفا الثقافيّ؛ لدعمهم ومساهمتهم في إصدار كتبنا التّوثيقيّة. دمتم سندا لنا وداعما لرسالتنا.

أتقدم بجزيل الشّكر أيضا؛ للكاتبة والنّاقدة صباح بشير مديرة تحرير موقع نادي حيفا الثّقافيّ، على تبنّيها العمل على إعداد هذا الكتاب، وعلى جهودها المخلصة وتفانيها في جمع وإعداد جميع كتب النّادي التّوثيقيّة، ومساهمتها الهامّة في إنجاح هذه الكتب وتحقيق الحلم بإصدارها إلى النّور، راجيا لها دوام التّوفيق والنّجاح في مسيرتها الأدبيّة والإبداعيّة.

كما أشكر المجلس الملّي الأرثوذكسيّ الوطنيّ في حيفا على رعايته أمسيات النّادي، وكذلك أعضاء جمعيّة نادي حيفا الثّقافيّ، وزوجتي سوزي، فلها الشّكر على ما تقدّمه للنّادي من عون ومساندة.

أشكركم أصدقاء النّادي وروّاده الكرام وزوّار موقعنا الإلكتروني، فأنتم من تحرصون على حضور الأنشطة والفعاليّات التي ننظّمها، أنتم من دعمتم مسيرتنا، وساهمتم في نجاحها، وجعلتم من نادينا بيتا دافئا للثّقافة والفكر والفنون.

شكرا لكم على ثقتكم بنا، ونعدكم بأن نستمرّ في العمل الدّؤوب؛ لإثراء الحياة الثّقافيّة في مدينة حيفا والبلاد، وتقديم النّشاطات الهادفة لجعل النّادي المكان الأفضل لنشر الثّقافة.

أدعوكم إلى تصفّح هذا الكتاب، والتّعرّف على ما قدمناه عبر منصّتنا ومنبرنا الثّقافيّ، من إسهامات عديدة في مجال الثّقافة والآداب، خلال فترة ماضيّة من أرشيف النّادي المحفوظ.

لكم جميعا أقدّم هذا الكتاب: “سنوات من العطاء 2012-2015″، وهو ثمرة جهودنا في مجال الثّقافة في تلك الفترة. مع خالص التّحيّة والتّقدير.

 

تعبّر هذه المواضيع المنشورة عن آراء كتّابها، وليس بالضّرورة عن رأي الموقع أو أي طرف آخر يرتبط به.

شاهد أيضاً

د. خالد تركي: نافِذَتي تُطِلُّ على رواية “ممرَّاتٌ هشَّةٌ”

د. خالد تركي نافِذَتي تُطِلُّ على رواية “ممرَّاتٌ هشَّةٌ” يقول ابن كرمل فلسطين الكاتب سلمان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *