شهد نادي حيفا الثّقافيّ في التّاسع والعشرين من شهر مايو لعام 2025م، أمسية ثقافيّة بهيجة، أقيمت تكريما للأديب والباحث عبد الرّحيم الشّيخ يوسف، واحتفاءً بإشهار كتابيّه: “جولات في بساتين بنت عدنان” و”صفحات من الذّكريات”.
كانت هذه الأمسية محطّة ثقافيّة، جمعت نخبة من الأكاديميّين والأدباء، وَوُثِّقَت بعدسة الأستاذ فؤاد أبو خضرة؛ لتخلّد في سجلّ النّادي الحافل.
استُهلّ الحفل بكلمة ترحيبيّة، ألقاها الأستاذ المحامي فؤاد مفيد نقّارة، مدير ومؤسّس النّادي، الّذي افتتح الأمسية مرحّبا بالحضور الّذي أضاء جنبات القاعة، وبالضّيوف الكرام. عبّر نقّارة عن سعادته بهذا الإنجاز الأدبيّ، مهنّئا المحتفى به على هذين الإصدارين، ولم يفته أن يتقدّم بالشّكر الجزيل إلى المجلس الملّيّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ، لجهوده ودعمه بتوفير القاعة الّتي أصبحت منارة للثّقافة والفكر، تحتضن أسبوعيّا ندوات وفعاليّات النّادي الثّقافيّة.
تولّت الإعلاميّة رنا أبو حنّا دفّة إدارة وتقديم فقرات الحفل ببراعة، حيث أظهرت لباقة فائقة في تقديم الضّيوف على المنصّة، والضّيف المحتفى به، لتنساب اللّحظات الثّقافيّة بأبهى حلّة، معبّرة عن مضمون كلّ فقرة بوضوح وجاذبيّة.
ثمّ توالت المداخلات النّقديّة، فكانت البداية مع الدّكتور منير توما، الّذي أسر القلوب بقصيدة شعريّة أنيقة نسج خيوطها خصّيصا لهذه المناسبة، وقد لامست القصيدة شغاف القلوب ونالت إعجاب الحضور. ثمّ قدّم مداخلة حول كتاب “جولات في بساتين بنت عدنان”، مشيدا بقدرة الأستاذ عبد الرّحيم على تحويل كتابه إلى مصدر لا ينضب من المتعة الذّهنيّة والفكريّة واللّغويّة.
أمّا البروفيسور خالد سنداوي، فقد أتحف الحضور بمقاربة نقديّة دقيقة لكتابيّ: “جولات في بساتين بنات عدنان” و”صفحات من الذّكريات”. أبرز في مداخلته أنّ أسلوب الشّيخ يوسف يتفرّد بالدّقة والوضوح، معتمدا على مزيج فريد يجمع بين الأسلوب العلميّ الرّصين والسّرد الأدبيّ الجذّاب، مما يجعل كتبه رحلة معرفيّة ميسّرة وممتعة لشرائح واسعة من القرّاء.
الدّكتورة راوية جرجورة بربارة قدّمت مداخلة عن كتاب “صفحات من الذّكريات” تحت عنوان: “صفحات من الذّكريات، تأثير ما فات على الحاضر والآت”. حيث تعمّقت في تحليل اهتمام الأديب عبد الرّحيم بأدب الذّاكرة، مشيرة إلى أنّ كتابه يضمّ بين طيّاته كنوزا من الحكايات والمعلومات الغزيرة، الّتي لا تقتصر على التّأريخ والتوثيق فحسب، بل تشهد على ماضينا العريق وحاضرنا الحيّ.
اختتمت فقرة المداخلات بمداخلة الأديب محمّد علي سعيد، حيث تحدّث بشكل عامّ عن إنجازات الأديب المحتفى به، مثنيا على كتبه وأبحاثه واجتهاده وتميّزه، وممّا قال: لقد وفّر علينا الأستاذ عبد الرّحيم قراءة عشرات الكتب الّتي قرأها هو بعمق، وجمع خلاصة فكرها في كتابه “جولات في بساتين بنت عدنان” هذا الكتاب القيّم، الّذي يحتفي باللّغة العربيّة.
في الختام، قامت إدارة النّادي بتقديم الدّرع التّكريميّ للأستاذ عبد الرّحيم الشّيخ يوسف، وذلك تقديرا لجهوده الدّؤوبة ومسيرته الأدبيّة والثّقافيّة والتّربويّة، وقد ألقى الشّيخ يوسف كلمة موجزة نابضة بالشّكر، عبّر فيها عن امتنانه العميق للنّادي وإدارته على هذا التّكريم، وشكر المتحدّثين على المنصّة والحضور. وكمسكٍ للختام، أتحف الحضور بقراءة عذبة لبعضٍ من أشعاره الّتي لامست الوجدان، فنالت تصفيقا حارّا من الحضور. ثمّ التقطت الصّور التّذكاريّة لتخليد هذه اللّحظات الثّقافية المميّزة.