نايف خوري: وليد قشّاش – فنّان ملتزم بقضيّة وهويّة

نايف خوري

وليد قشّاش – فنّان ملتزم بقضيّة وهويّة

 

ولد الفنّان العكّيّ وليد قشاش عام 1957م في مدينة عكّا، يعمل في فنّ الشارع ويمارس الرسم منذ أن كان عمره 18 عاما.

يتمتع بموهبة فطريّة وقدرة على التعلّم الذاتيّ، واستنباط الأفكار الإبداعيّة لموضوعاته وموادّه المختلفة والمتنوّعة التي يعالجها، يعتبر الفنّ التشكيليّ الفلسطينيّ فنّ التجربة والمعاناة الحقيقيّة، لشعب اقتلع من أرضه وأصبح لاجئًا، يستعين وليد في لوحاته بالقطع والأدوات المهملة مثل الأسلاك، الأقمشة، الأخشاب كما في كراسي الخوازيق، والأحذية البالية، وكما في لوحة العلم الأمريكي.

زرناه، الأديبة صباح بشير، سلمى داود وسوزي نقّارة، مع المحامي فؤاد نقّارة والمحامي كميل مويس ونايف خوري، في معرضه الخاصّ، الواقع في مبنى تاريخيّ قديم، كان في الماضي بئر ماء قديمة، وعمل وليد لسنوات على إزالة الردم منه وترميمه، وفي وقت لاحق من الترميم تمّ اكتشاف بئر أخرى أسفل البئر الأولى، ممّا جعل مقرّ ورشته مبنيّة من طبقتين، وجعل الطبقة السفلى مقبرة من جماجم الأطفال والتوابيت.

استمعنا إلى شروحات وليد الرائعة، وشاهدنا أعماله المتنوعة، والتي تبرز اهتمامه بقضايا شعبه ووطنه، إضافة إلى أنّ الزائر لمدينة عكّا، والمتجوّل في أنحائها، لا بدّ أن يشاهد في ساحاتها أعمالا ومجسمات فنيّة، ذات دلالات وميزات بنكهة عكّيّة.

يقول وليد: “لا تكمن قيمة اللّوحة والعمل في المحتوى الذي يختار الفنّان أن يعرضه، ولكن في المشاعر التي يثيرها العمل في المشاهد”.

ويضيف: “بالنسبة لي، ما يهم هو أنّ العمل سوف يمسّ مشاعر المشاهدين، والأهم من ذلك هو فهمك للعمل، الفنّان هو الشخص الذي ينظر إلى عمق الخيال، ويبحث عن الطرق للابتعاد عن الواقع فيخلق شيئًا من هناك”.

يتشابه العمل الفنّيّ بالحمل والولادة: حيث أنه يبدأ كشيء صغير، كجنين ينمو ويكبر حتّى لحظة الولادة. أثناء هذه العملية، أنا أقضي ساعات طويلة من العمل. وهذا يتيح لي خلق واقع من الخيال وجعل الخيال حقيقة، شرط أن نعترف بوجود عالم وهميّ وخياليّ.

ويمضي وليد قشاش قائلا: “إن أعماله عرضت في عدة معارض في جميع أنحاء العالم، وهذا بالنسبة إليه، يمثّل مزيجًا من الإيقاع الأصيل والإبداع المتجدّد، لأنّ البحث عن الذات في المجتمع الحديث، يضيف إلى الصراع النفسيّ الذي يعيشه ويشعر به الفنّان العربيّ. ولا يوجد فنّان سياسيّ بل لوحة سياسيّة، ويدأب على إبراز قضايا مجتمعه وبلورة هويّته وانتمائه الجغرافيّ والوطني.ّ

وتعرّضت بعض أعماله للاعتداء في أحيان كثيرة، وتمّ تحطيم بعضها، لكنّه يعيد ترميمها وعرضها للجمهور.

 

تعبّر هذه المواضيع المنشورة عن آراء كتّابها، وليس بالضّرورة عن رأي الموقع أو أي طرف آخر يرتبط به.

شاهد أيضاً

صباح بشير: رحلة في أعماق الذّاكرة والوجدان: قراءة في رواية “منزل الذّكريات” للأديب محمود شقير.

صباح بشير رحلة في أعماق الذّاكرة والوجدان قراءة في رواية “منزل الذّكريات” للأديب محمود شقير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *