نادي حيفا الثّقافيّ
الشّاعر ناظم حسّون في أمسية إشهار ديوانه “سجالات ناظميّة”
من قصائد السجال/ بحر الخفيف:
لــم يــنـلْ مِن زَمـانـهِ مـا تــَمـنّى
فــبــكـى مـــلءَ مُقـلـتَـيــــهِ وأنّـــا
وشـكـا ظُـلـمَ مَــن أحَـبّ فــأبـكَـى
وغـدت مِـنهُ شـهـقـةُ المـوتِ أدنى
قُـلتُ يا صاحِ لا تَـلُم مَـن سَيـبـقَى
لكَ نِـعـمَ الحَـبـيـبُ مَهـما تـَجَّــنـّى
رَوعــةُ الــحــبِّ جَــفـوةٌ فــلِـقــاءٌ
لا تَــسَــلْــهُ مَـتى الـلــقـاءُ وأيــنـا
رُبّـما صُـدفـةٌ تُــنـيــلُ الأمـانـي
بَـعــدَ يــأسٍ فـَـتَستـريــحُ وتـَهــنـا
فَثِـمارُ الـكُـرومِ تـَحـتـاجُ صَـبـراً
والعناقـيـدُ فـي الـمَواعــيدِ تُـجـنى
وكَــذا الـنَّـأيُ لَــو تَـمـادى نَـواهُ
تَــجِـدِ الـــنَّـأيَ لـلــبـدايــاتِ حــنّـَا
فـالـتَمِس للحبـيبِ يـا صاحِ عُـذراً
هَـكذا الحبُّ يُكسِبُ الوَصلَ مَعنى
لـيسَ كـالحُبِ فـي الحـياةِ شُـعـورٌ
وسـَـيَـبـقَى أسـمَى شـعـورٍ وأســنى
إنّـمـا الـحـبُّ حــبُّ قـيـسٍ لـلـيلـى
إنّـمـا الـحُـبُّ حُــب قـيـسٍ لـلـبنى
فالــمـعــانــاةُ أورَثـَـتــهُ خُـــلـوداً
لَــم نَــزَل فـي رِحـابِــه نـَتـَغـنّـى
إن أردْنــا مِـنـهُ اقـتـراباً خَـشِـيـنا
أو أردْنــا مِـنـه ابــتِـعـاداً فَـشِلـنـا
وسَـيَـبقى حِـضنُ الحَـبيبِ مَـلاذاً
يمنَحُ الـرُّوحَ رغمَ العذاباتِ أمنَا
كُـلُّ مَـن عَـاشَ قَـبلَنا قـالَ حُكْـماً
“قــد سَــمِعـنا لِأمـرِهِ وأطَــعـنَـا”