كلمة الأستاذ فؤاد مفيد نقّارة في الأمسية التكريميّة للأديب فتحي فوراني

 

فؤاد مفيد نقّارة:

فتحي فوراني، قامة أدبيّة، تربويّة، وطنيّة

أستاذنا ومربّي الأجيال، صاحب الأيّادي البيضاء في تربيّة أجيالٍ من خرّيجي الكليّة الأرثوذكسيّة العربيّة، الذين نفتخر بهم وبإنجازاتهم.

تشرّفت بتلقّي العلم على يد أبي نزار، أستاذنا في الكليّة، وبعد ذلك، كان لي شرف مرافقته في العديد من النّشاطات والفعاليّات التطوّعيّة المجتمعيّة والثّقافيّة، على مدى عقود، وذلك لتوافق أفكارنا وأهدافنا وتطلعاتنا، التي نسعى إلى تحقيقها؛ لترسيخ وجودنا في وطننا، والحفاظ على هوّيتنا وثقافتنا.

أودّ أن أذكر مؤسستين شاركنا بهما كأمثلة على نشاط وعطاء الأستاذ فتحي فوراني:

الأولى: عندما بادرتُ إلى تأسيس وإقامة نادي حيفا الثّقافيّ، قبل ثلاثة عشر عامًا، كان الاستاذ فتحي من الأوائل الذين دعوتهم واستشرتهم. وكعادته، لبّى النّداء دون تردّد؛ لخدمة الثّقافة والأدب.

كان حاضرًا ومشاركًا في فعاليّات النادي باستمرار، سواء من خلال المشاركة أو تقديم المداخلات، أو عرافة الأمسيّات. وكان لنادي حيفا شرف تكريم الأستاذ فتحي؛ كأوّل شخصيّة يكرّمها قبل عشر سنوات، فقد أقمنا له ستّ أمسيات، تقديرًا له ولإبداعه وتفانيه في خدمة المجتمع.

المؤسّسة الثّانية: عندما اتُّخذ قرار إقامة اتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين قبل عشر سنوات، كان الأستاذ فتحي من المؤسّسين، الذين اجتمع حولهم الأدباء والأصدقاء؛ لمعرفتهم بدماثة خلقه وأدبه وتجربته الغنيّة في المجال الثّقافيّ، وخبرته التربويّة الطّويلة. وبناءً على طلبه، أقمنا المؤتمر التّأسيسيّ الأوّل، والمؤتمر الثّاني لانتخاب هيئات الاتّحاد، في قاعة كنيسة يوحنّا المعمدان. وانتُخب الأستاذ فتحي بالإجماع رئيسًا للاتّحاد. وبناءً على طلبه أيضا، اجتمعت الأمانة العامّة للاتّحاد، بكلّ ترحيب خمس مرّات في مكتب المجلس الملّيّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ في حيفا، وذلك تسهيلاً لأعضاء الاتّحاد القادمين من الجليل ومن المثلّث. وتقديرًا لمجهودي في خدمة الاتّحاد ودعمه، منحتُ العضوية الفخريّة الأولى من قبل اتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّن.

وبهدف ترسيخ الاتّحاد وتوسيع صفوفه، قام الأستاذ فتحي بزيارة العديد من البلدات العربيّة، مضحيّاً بوقته وجهده، عطاءً وخدمةً للمبادئ التي يؤمن بها.

هذه نبذة عن عطاء الأستاذ فتحي، القامة الأدبيّة التربويّة والوطنيّة، التي نعتزّ ونفتخر بها.

أطال الله في عمرك أستاذنا، ومتّعك بالصّحة والعافية. دمت بوافر الخير والعطاء.

كما نودّ أن نشكر الأخت ناهدة، (أم نزار) والأبناء على دعمهم للأستاذ فتحي.

فلهم كلّ المحبّة والفخر بأستاذنا الكبير، فتحي فوراني، أحد أعلام فلسطين، الذي خرّج من معطفه طلّاب العلم وكتّاب الأدب.

هنيئًا لنا بك، وهنيئًا لفلسطين بك وبأمثالك.

تعبّر هذه المواضيع المنشورة عن آراء كتّابها، وليس بالضّرورة عن رأي الموقع أو أي طرف آخر يرتبط به.

شاهد أيضاً

د. نبيه القاسم: أسعد الأسعد و”جمر الذكريات”

د. نبيه القاسم أسعد الأسعد و “جمر الذكريات” “جمر الذكريات” الإصدار الجديد عن “مكتبة كل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *