بسّام داود: “طريق الأمل” قصّة لليافعين للأديبة صباح بشير
بسّام داود
“طريق الأمل” قصّة لليافعين للأديبة صباح بشير
طريق الأمل قصة تربوية توعوية إرشادية، موجّهة إلى اليافعين بأسلوب سهل وسلس، تساعدهم على فهم الحياة وما يدور حولهم، لتكون عاملاً مهماً في بناء شخصيتهم وإرشادهم إلى كيفية التصرّف في حال مواجهتهم مشكلةً كمرض أحد أفراد الأسرة مثلاً، كما حصل مع أم أشرف التي أصيبت بالسرطان، الأمر الذي نغّص عليهم حياتهم السعيدة. وقد أخبره والده بمرض أمه، كما أخبرته أمه نفسها بمرضها، لكن أشرف لم يفهم ما معنى مرض السرطان، فأجابه والده أن السرطان يُصيب الخلايا في الجسم، وهذه الخلايا تتكاثر بشكل سريع وتسبب ضرراً للجسم، وأخبره أن الوقاية من هذا المرض تتطلّب اتباع نظام غذائي صحي سليم، وتناول الفواكه والخضروات وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنّب التدخين وأشعة الشمس الضارة، والبعد عن المواد الكيماوية، فالوقاية خير من العلاج.
من ناحية أخرى، ومن خلال رحلة حلم ممتعة خاضها أشرف في جسم الإنسان، تمكّن من التعرّف على الخلايا السرطانية، والتقى العديد من الخلايا، منها خلايا الدم الحمراء التي كانت تنقل الأكسجين في جميع أجزاء الجسم، وخلايا الدم البيضاء التي تحارب البكتيريا والفيروسات، وخلايا العضلات التي تساعد الجسم على الحركة، وخلايا الدماغ التي تساعد على التفكير والتخيّل، كما لاحظ الخلايا المظلمة، وهي خلايا السرطان المريضة، التي تهاجم الخلايا السليمة وتسبب لها الأذى، وفي المقابل تعرّف على الخلايا البيضاء الشجاعة التي تحارب خلايا السرطان وتدافع عن الجسد.
هذه المعرفة التي اكتسبها أشرف مكّنته من التعرف على مرض السرطان وأسبابه وطرق الوقاية منه، وجعلته يفكر مع والده بكيفية التصرف السليم خلال فترة علاج والدته، وأن يتمسّك بالأمل حتى في أصعب الظروف لتحقيق أهدافه.
كما أن مدرسة أشرف كان لها الدور المهم في تقوية شخصيته ورفع معنوياته، فقد قامت المعلمة والمرشدة بمتابعته وفهم مشاعره، وساعدتاه على التغلب على التوتر والقلق الذي كان يعانيه، وقامتا بالاتصال بوالده لشرح حالته وكيفية مساعدته في المنزل. كل هذا أدى إلى مساعدته معنويًا؛ فأصبح قويًا شجاعًا لا يستسلم، كان يظهر قويًا أمام أمه التي ترقد في المستشفى، ويقدم لها الدعم النفسي والمعنوي، وكل ما يمكن أن يقدمه لها، مما كان له الأثر الكبير في نفسيتها ورفع معنوياتها، حتى شاء الله لها الشفاء والتخلص من هذا المرض.
دروس مستفادة من هذه القصة:
-
ضرورة الاهتمام بأطفالنا وتوعيتهم وإرشادهم، وإشعارهم بقيمتهم، ومنحهم الفرصة للتعبير عن رأيهم.
-
تعليمهم أسلوب الحوار البنّاء، والاهتمام باقتراحاتهم.
-
ضرورة تعليم الطفل كيف يوازن بين دروسه، واهتماماته وأصدقائه وألعابه.
-
إشعار الطفل بأهمية التعليم واكتساب المعرفة.
-
تشجيع الأطفال على العمل التطوعي، لما فيه من تقوية لشخصيتهم واكتساب مهارات وخبرات جديدة.
-
دور الأسرة والمدرسة في التنشئة والتربية؛ لغرس القيم الإنسانية النبيلة والأخلاق الحميدة في أطفالنا.
-
ضرورة التواصل بين الأسرة والمدرسة لمتابعة الأطفال وحلّ مشاكلهم.
-
تعليم الأطفال قيمة الرأفة بالحيوان وتقديم المساعدة له.
-
تشجيع الأطفال على التعلّم من الطبيعة، مثل: ثبات شجرة الزيتون وتحدّيها للصعوبات التي تواجهها، وصمود الوردة التي تنبت بين الأعشاب، والتي تتعرّض للقصف من الرياح، فتتحدى ذلك وتعيد نموّها من جديد، ومن الأرنب الذي لا يأكل إلا الأعشاب المفيدة.
شكرا للأديبة، الأستاذة صباح بشير على اهتماها بفئة الأطفال اليافعين، فهذه الفئة بحاجة ماسة لمثل هذا الدعم والتوعية والإرشاد، وهي تشكل ركيزة أساسية في بناء المجتمع، وتحتاج الى رعاية خاصة ودعم مستمر.
19\12\2024
تعبّر هذه المواضيع المنشورة عن آراء كتّابها، وليس بالضّرورة عن رأي الموقع أو أي طرف آخر يرتبط به.