وَجْهٌ يُضِيءُ النُّورُ منْهُ
كَوَجـْـهِ البَــدْرِ في كَبِـدِ السَّـماءِ
تغارُ الحُورُ منهُ إذا تَجلّى
وخــالَطَهُ المَهيــبُ منَ الحَيــاءِ
وشَعْرٌ تَعْبَثُ الأنْســامُ فيهِ
لَعُـــوبٌ مثْـــلُ لَـوْنِ الكَسْــتَناءِ
تُغـازلُه أصابِعُها بِرفْق
ودلٍّ لِلأمــــامِ أو الـــــــــوَراءِ
يُزَيِّنُه جَبينٌ ذو نَقــاءٍ
تَحـــلَّى بالجَــلالِ وبِالبَهـــــــاء
وكحلٍ زادَ عينيْها احْوِراراً
كَغِربــانٍ تُحلِّــــقُ في الفَضــاءِ
إذا نَظَـرَتْ تُحَمِّــلُ مُقْلَتيْها
سِيــالاَ مُفْـــعَماً بِالكَهْــرَبـــــــاءِ
يَهُزُّ جَليـسَها سِحْرٌ فيَغْدو
كغصنٍ قدْ ترنَّــحَ في الهَـــــواءِ
وفي الخدَّينِ جُوريٌّ خَجٌولٌ
تَضَمَّـــــخَ بالأريـــجِ وبالــرُّواءِ
ورُوحٌ مِثْلُ روحِ الطِّفْلِ حُبْلى
بألْـــوانِ الطَّهـــارةِ والنَّــــــــقاءِ
فلْيسَ كَمِثْلها خُــلُقاً وخَلْقاً
كَمَرْيـــمَ في صفِيَّــــاتِ النِّســاءِ
ومعدِنُها الوفاءُ بكلِّ صدقٍ
كما عُرِفَ السَّموْألِ في الوَفـــاءِ