إحياء ذكرى الشّاعر شكيب جهشان في نادي حيفا الثّقافيّ، وإشهار مجموعته الشّعريّة “صوت الوشوشة”
بتاريخ (08.02.2024) وبأمسية تكريميّة، احتفى نادي حيفا الثّقافيّ بطيّب الذّكر، الشّاعر الرّاحل شكيب جهشان، وذلك بمناسبة صدور مجموعته الشّعريّة “صوت الوشوشة”، التي ضمّت مجموعة من القصائد التي كتبها في حياته، وظلّت مخبّأة في درج الذّكريات لعشرين عاما، ثمّ قرّرت عائلته جمعها وإصدارها لتكون شاهدة على إبداعه الشّعريّ.
افتتح الأمسيّة رئيس نادي حيفا الثّقافيّ ومؤسّسه، الأستاذ المحامي فؤاد مفيد نقّارة، بكلمة ترحيبيّة بالحضور وبالضّيوف على المنصّة، ثمّ شكر المجلس الملّي الأرثوذكسيّ على رعايته لأمسيات النّادي، مؤكّدا على أهميّة هذه الرّعاية في دعم الأنشطة الثّقافيّة والأدبيّة، وأعلن عن أمسيات النّادي القادمة، داعيا الجميع للحضور والمشاركة.
بعد ذلك، تحدّث عن الرّاحل جهشان، مُؤكّدا على أنّ إبداعه سيبقى خالّدا في ذاكرة الأجيال. ثمّ دعا المحامي كميل مويس ليتولّى عرافة الأمسية. والجدير بالذّكر أنّ المحامي مويس كان من طلاب الشّاعر جهشان، الذي ساهم في تربية أجيال على مدى خمسين عامًا من خلال عمله كمعلم في مدارس دير الأسد، المغار، الرامة، والمطران في الناصرة.
أشار المحامي مويس في تقديمه إلى أنّ أرملة الشّاعر الرّاحل، السيدة جورجيت جهشان، قد عملت مع أبنائها البررة على إصدار هذه المجموعة الشعريّة. وأورد بعض الحوادث المميّزة، والتجربة التعليميّة التي أمضاها مع طلاب صفّه تحت قيادة هذا الشّاعر المبدع، الذي حبّب طلابه باللّغة العربيّة بأسلوبه الشائق. وصف جهشان بأنّه أحد أعمدة الشّعر الحديث على المستويين المحلّيّ والعربيّ، وقد سخّر شعره لمعالجة قضايا شعبه الوطنيّة والإنسانيّة.
بعد ذلك ألقى د. نبيه القاسم كلمة مختصرة تحدّث فيها عن الشّاعر الرّاحل. استعرض فيها أهم محطّات حياة جهشان وإبداعه، ذكر أنّه تميّز بأسلوبه الخاصّ في كتابة الشّعر، حيث اتّسم شعره بالصّدق والواقعيّة. كما تحدّث عن علاقته بالشّاعر جهشان، حيث كان معلمه ومن ثمّ زميله، وأنّ علاقة صداقة ومحبّة كانت تربطهما وتربط عائلتيهما معا، وصف جهشان بأنّه كان إنسانا محبوبا، كسب ثقة ومحبّة الجميع.
تلاه الأستاذ فتحي فوراني الذي تحدّث عن الشّاعر الرّاحل إنسانا، ومربّيا ومعلّما وصديقا. تحدّث عن صفات جهشان الإنسانيّة، وعن دوره كأستاذ ومربيّ للكثير من الطلاب، وعن الصداقة الوثيقة التي جمعتهما، وعن حبّهما للّغة العربيّة.
ثمّ تحدّث المحامي علي رافع عن العلاقة التي جمعت بين الشّاعرين محمود درويش وشكيب جهشان، وأكّد أنّ جهشان لم يكن مجرّد شاعر، بل كان بمثابة أستاذ وملهم لجيل بأكمله من الشّعراء، كان يشجعهم على الكتابة، ويوجّههم نحو تطوير مهاراتهم الشّعريّة، يؤمن بقدراتهم، ويقدم لهم كلّ ما من شأنه دعمهم ومساعدتهم في رحلتهم الإبداعيّة.
تلته د. ريما برانسي بمداخلة جاء فيها: إنّ قارئ ديوان صوت الوشوشة المتذوّق، المتمكّن الذي يعرف كيف تسبر أغوار النّص الأدبيّ، يرى نفسه في أجزاء كثيرة منه، ولا سيما في الباب الأول، والباب الثّاني بشكل أكثر وضوحا.
أمّا د. راوية جرجورة بربارة فقالت: نحتفي اليوم بقصائد لم ينشرها الشّاعر في حياته، إنما دأبت زوجته الوفيّة وأولاده على جمعها وطباعتها وإخراجها للضّوء، ولو بعد سنوات كثيرة على فراقه لنا.
ثمّ قام الأستاذ فؤاد نقّارة والسّيد جريس خوري بتقديم درع النّادي التكريميّ لزوجة الرّاحل الشّاعر جهشان وولده د. إياد.
في الختام، قدّم د. إياد شكره وتقديره لنادي حيفا الثّقافيّ على كلّ هذا الاهتمام والاحتفاء بذكرى والده الرّاحل، وإشهار ديوانه الجديد.
أقيمت هذه الأمسية في قاعة كنيسة يوحنّا المعمدان الأرثوذكسيّة، برعاية المجلس الملّي الأرثوذكسيّ.