نادر أبو تامر: صيّاد ماهر.. بين الذات واللذات.

نادر أبو تامر

صيّاد ماهر… بين الذات واللذات

خلال نهاية الأسبوع، اطلعت على إصدار نادي حيفا الثقافي بعنوان “صياد سمكة وصنارة” للأستاذ الكاتب والمحامي فؤاد مفيد نقاره. على الغلاف، يظهر فؤاد وهو يحمل صنارته، في إشارة إلى رحلته المليئة بالمعلومات والفوائد.

في هذا الكتاب، يأخذنا فؤاد في رحلة تأملية جميلة تبدأ بإهداء الكتاب إلى والده الحبيب ومعلمه الأول.

ينقلنا فؤاد إلى أعماق البحر، حيث يحكي لنا حكايات من شاطئ الصيد، ويصف متعة صيد الأسماك. “صيد البحر سر لا يفقهه إلا أهله، أولئك الذين يقرؤون لغة الأمواج ويفهمون رموز التيارات”، هكذا يقول فؤاد.

يروي لنا فؤاد عن رحلة صيد في عكا، يتخللها صراع على سمكة ودرس في الأخوة. كما يشاركنا ذكرياته الزاخرة والمعاني المجازية كصيد الأوهام وخيوط الإيمان. ويعرفنا على أسرار البحار والمخلوقات الجديدة التي تتواجد في أعماق البحار، مثل سمكة أبو نفخة القاتلة التي تغزو البحر الأبيض المتوسط، وسمكة أبو نوح ورمز الحظ السعيد.

ينقلنا فؤاد من سمكة إلى أخرى، وكأنه في متحف بحري مليء بالتحف ذات الخطوط الذهبية. يتحدث عن عروس البحر الجوهرة الصغيرة ذات الألوان الساحرة، ويحلل ظاهرة غياب الأسماك المقلقة في شواطئ حيفا وعكا.

في الكتاب، يأخذنا فؤاد أيضًا في رحلة لجمع الطوابع البريدية، حيث يوضح كيف يحمل كل طابع صورة سمكة تشبه نافذة سحرية تطل على البحر الخفي. يعرض لنا مجموعة كبيرة من الطوابع التي تحمل صور الأسماك، ويقدم لنا معلومات عن عالم الرخويات البحرية والأخطبوط والقشريات البحرية.

يقول فؤاد: “كل سمكة ثمينة يجب علينا حمايتها والحفاظ عليها”. ويختتم رحلته بالحديث عن الأصداف والمحار وعشق البحر.

نحن نثني على فؤاد مفيد نقاره ونشكره على هذا العمل الفريد من نوعه الذي يثري معرفتنا بعالمنا الطبيعي المدهش.

هذا الكتاب هو دعوة للجميع لاستكشاف جمال البحار وأسرارها. فشكرا لك صديقي العزيز فؤاد على هذا المشوار الممتع والاستكشاف المشوق والمؤثر الذي اصطحبتنا فيه وادعو جميع القراء الى الغوص عميقا في رحلة البحث عن الذات واللذات..

تعبّر هذه المواضيع المنشورة عن آراء كتّابها، وليس بالضّرورة عن رأي الموقع أو أي طرف آخر يرتبط به.

شاهد أيضاً

عدلة شدّاد خشيبون: فؤاد مفيد نقّارة في صيده وصنّارته

عدلة شدّاد خشيبون فؤاد مفيد نقّارة، في صيده وصنّارته صيّاد.. هو ذاك الذي يحمل بيده …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *