عمر رمضان صبره: كتاب: “صياد .. سمكة وصنارة” لفؤاد نقّارة
عمر رمضان صبره
صدر كتاب “صياد.. سمكة وصنارة” للكاتب والمحامي فؤاد مفيد نقارة عن نادي حيفا الثقافي ودار الشامل للنشر والتوزيع ويقع الكتاب 200 صفحة ملونه ومٌزيل بصور عبر الكتاب حول كل أنواع الأسماك، وغلاف الكتاب وإخراجه من عمل الفنان سمير حنون.
تحرير الكتاب ومقدمته من الأديبة والروائية المقدسية الفلسطينية صباح بشير. يعد الكتاب من كتب التوثيق وأدب الرحلات والسيرة الذاتية، الكاتب هو أيقونة من أيقونات الثقافة الفلسطينية في فلسطين 48 فهو الجامع بنادي حيفا الفلسطيني بكل أطيافه.
يبدأ الكتاب بإهداء من الكاتب إلى والده معلمه الأول وصاحب الفضل عليه وإلى عشاق البحر. وقدم الكاتب شكره الى الأديبة والروائية صباح بشير لجهودها و إشرافها لإخراج الكتاب إلى النور. وأيضا شكر خاص لصديقه ورفيق دربه منذر قرمان لدعمه المادي والمعنوي للوصول إلى الكتاب بين أيدي القراء.
ثم يكتب الكاتب مقدمة الكتاب ويعبر عن أعماق قلبه من ذكريات وتأملات وأشجان حتى وصل إلى حد الشغف للبحر فيقول: “حرصت على جعل كلماتي تعكس تجاربي الحية وذكرياته الشخصية، ففي ثنايا هذا الكتاب، تجدون القصص النابعة من القلب، والمشاعر الصادقة، والأحداث الحقيقة التي عشتها بنفسي”. ويقول الكاتب عن أبيه والصيد والبحر “علمني والدي فن الصيد بصبر وحنان، شارحا لي أسرار البحر العجيبة، وكيفية قراءة طبيعته وفهمه، كان ينتظر بصير لحظة سحب الصنارة، مشاركا إياي فرحة الصيد عندما تثمر جهوده”.
أما الصيد فهو عالم اخر عالم من المغامرة والتأمل والحب والجمال فالكاتب تعلم من الصيد “أن أعتمد على نفسي وأن أحترم الطبيعية وأقدر جمالها، وعلى مد البصر، أستمتع بالنظر إلى امتداد فضاء البحر، أقف على شاطئه، فيعلو في داخلي حب الحياة، فكل قطرة ماء قصيدة تغني، وكل صوت للموج لحن يطرب الروح ويسكن القلب”.يحدثنا الكاتب عن حكايات من شاطئ الصيد فصيد البحر ذلك السر الذي يعلمه ولا يفقهه الا أهله الذين يجيدون قراءة الأمواج، فصيد الأسماك مدرسة الصبر هي سعادة لا يمكن وصفها ومعرفتها الا لمن مارسها.
ينطلق الكاتب بكتابه مجموعة من القصص والحكايات الحقيقية التي حدثت أمامه بالبحر والحكمة من كل حكاية فيمكننا أن نقول لكل حكاية حكمة عن الإخوة والصداقة والصبر والحكمة والخبرة وعدم ادعاء المعرفة والاستماع إلى خبرة الخبراء. الخبرة بالبحر لها أهلها وخبرتها بحكاية درس الإهمال في البحر كما قص علينا كيف أن البحار العنيد المتعالي المهمل كادت يغرق المركب بعدم وجود وسائل السلامة على المركب. فمن القصص والحكايات الشخصية يروي لنا قصة صيد الأوهام وخيط الإيمان فيقول لصياد العجوز على شاطئ بحر الطنطورة فرصة لفهم عمق إيمانه وسائله عن سبب اليأس فيقول “أنه استيقظ فجرا وتوجه إلى الكنيسة الكاثوليكية ليدعو الله أن يرزقه صيدا وفيرا، فابتسمت وقلت له مازحا: إن هذا الاعتقاد خاطئ، فالصيادون المحترفون يعرفون أن لكل كنيسة اختصاصها. تفاجأ بما سمع وسألني عن السبب، فشرحت له أن الكنيسة الكاثوليكية تختص بشؤون البر، بينما الكنيسة الأرثوذكسية هي التي تتولى شوؤن البحر” وهذا على سبيل المزاح.
يقدم الكاتب شرح تفصيلي حول الأسماك بوضع صورة لكل سمكة مع شرح تفصيلي حولها وما تقوم به. وخلال لقائي بالكاتب شرح لي فكرة الكتاب كيف ظهرت وهو جالس بالبيت في فترة جائحة كورونا فكان ينشر بعض صور النباتات البريه ويطرح سؤال عبر صفحته على فيس بوك من يعرفها و باليوم التالي يقوم بشرح حولها، ثم بداء بالسمك إلى أن سمحت الظروف بإخراج الكتاب إلى النور وطباعتها حتى يكون مرجع ثقافي حول الأسماك وتجربته حول البحر والصيد.
اختتم الكاتب الكتاب بمجموعة صور حول الطوابع البريدية الخاصة بالبحار فقام بإضافتها بالكتابة عنها من عشق عالم البحار إلى رحلة في جمع الطوابع البريدية ارفق الكاتب طوابع الأسماك المطبوعة بالدول العربية فكانت نافذة معرفة للكاتب لمعرفة أنواع الأسماك المختلفة على شواطئ البحر بكل دول العالم العربي.
ختاماً: نؤكد على ما قالته (باتريشيا آن ماير، كاتبة وأديبة أميركية). “المتعة وراء قراءة السير الذاتية مثلها مثل قراءة الخطابات، مُستمَدَّة من رغبتنا الدائمة في اختراق حيوات الآخرين وعدم الاكتفاء بحياة واحدة نعيشها”.
وهنا يُصنَّف كتاب فؤاد نقارة الأول بين الكتب التوثيقية العلمية والسير الذاتية. أتمنى للكاتب المزيد من العطاء والإبداع، فهو رئيس نادي حيفا الثقافي ومحامي ذو تاريخ مشرف في النادي، ويُعتبر سفيراً للثقافة.
دائماً ما يحتفل ويقدم برامج النادي لجميع أطياف المثقفين، ويتعامل معهم جميعاً على أنهم فلسطينيون بنفس الرؤية لفلسطين، دون الالتفات إلى الانتماءات الحزبية الضيقة، لأن فلسطين أكبر من الجميع وتجمعنا.
فؤاد نقارة أنشأ مؤسسة ثقافية صمدت وقاومت وأصبحت عنواناً في زمن تراجعت فيه الثقافة والكتاب في المجتمع العربي.
تعبّر هذه المواضيع المنشورة عن آراء كتّابها، وليس بالضّرورة عن رأي الموقع أو أي طرف آخر يرتبط به.