نادي حيفا الثّقافيّ: الشّاعر ناظم حسّون في أمسية إشهار ديوانه “سجالات ناظميّة”

KODAK Digital Still Camera

نادي حيفا الثّقافيّ

الشّاعر ناظم حسّون في أمسية إشهار ديوانه “سجالات ناظميّة”

من قصائد السجال/ بحر الخفيف:

لــم يــنـلْ مِن زَمـانـهِ مـا تــَمـنّى

فــبــكـى مـــلءَ مُقـلـتَـيــــهِ وأنّـــا

وشـكـا ظُـلـمَ مَــن أحَـبّ فــأبـكَـى

وغـدت مِـنهُ شـهـقـةُ المـوتِ أدنى

قُـلتُ يا صاحِ لا تَـلُم مَـن سَيـبـقَى

لكَ نِـعـمَ الحَـبـيـبُ مَهـما تـَجَّــنـّى

رَوعــةُ الــحــبِّ جَــفـوةٌ فــلِـقــاءٌ

لا تَــسَــلْــهُ مَـتى الـلــقـاءُ وأيــنـا

رُبّـما صُـدفـةٌ تُــنـيــلُ الأمـانـي

بَـعــدَ يــأسٍ فـَـتَستـريــحُ وتـَهــنـا

فَثِـمارُ الـكُـرومِ تـَحـتـاجُ صَـبـراً

والعناقـيـدُ فـي الـمَواعــيدِ تُـجـنى

وكَــذا الـنَّـأيُ لَــو تَـمـادى نَـواهُ

تَــجِـدِ الـــنَّـأيَ لـلــبـدايــاتِ حــنّـَا

فـالـتَمِس للحبـيبِ يـا صاحِ عُـذراً

هَـكذا الحبُّ يُكسِبُ الوَصلَ مَعنى

لـيسَ كـالحُبِ فـي الحـياةِ شُـعـورٌ

وسـَـيَـبـقَى أسـمَى شـعـورٍ وأســنى

إنّـمـا الـحـبُّ حــبُّ قـيـسٍ لـلـيلـى

إنّـمـا الـحُـبُّ حُــب قـيـسٍ لـلـبنى

فالــمـعــانــاةُ أورَثـَـتــهُ خُـــلـوداً

لَــم نَــزَل فـي رِحـابِــه نـَتـَغـنّـى

إن أردْنــا مِـنـهُ اقـتـراباً خَـشِـيـنا

أو أردْنــا مِـنـه ابــتِـعـاداً فَـشِلـنـا

وسَـيَـبقى حِـضنُ الحَـبيبِ مَـلاذاً

يمنَحُ الـرُّوحَ رغمَ العذاباتِ أمنَا

كُـلُّ مَـن عَـاشَ قَـبلَنا قـالَ حُكْـماً

“قــد سَــمِعـنا لِأمـرِهِ وأطَــعـنَـا”

 

محاكاة قصيدة خليل اليازجي:

“سَــلامٌ فوق ما تَصِفُ القوافـي‎

كَثيرٌ فــــوق مــا تَسَعُ الفَيافــي‎ “‎

أكــــافٍ أن أبـثَّ لكِ اعـترافي

تُـرى.. أم أنَّ ذلكَ غَيرُ كـافِ

بـــأني مُــذ رأيتُـكِ جُـنَّ عقـلي

وقلبي بـاتَ في حـالِ انخِـطافِ

وأنَّ هَــواكِ زَلزَلَ لـــي كِياني

وعشَّشَ في حشايَ وفي شَغافي

كــــأني ما رأيـتُ سِـواكِ ظَبـياً

رمــاني فـــي مَتاهـاتِ الفيافــي

أنــــا الكرّامُ والميعــادُ وافَــــى

وإني قد عَزَمتُ علــى القِطافِ

وإنًّــكِ غيمةُ سحَّــت فــــأروت

ومـــا بَخَلت بأيّامــي العِجــــافِ

فـــأيـنَعـت الـمشاعـِـرُ بـالأمَاني

وقَــــبلَكِ قَــد تمادت بالجَفـــافِ

وغرَّدت الطيورُ علـــى غُـصوني

وفاضَ شَذى الزهورِ على ضِفافي

كـــأنِي مـــا عَرَفتُ الغيدَ يومـــاً

ولا هَـرعَ الـفـــؤادُ للانعـطــــافِ

وإنَــــكِ كَـعـبًـتي وأنــــا بِـكُــلّـي

حَـجـيــجٌ قـــد تــأهّـبَ للـطَّـوافِ

وإنـِّـــي شاعــــرٌ أغوَتهُ ليلــــي

فالهبَهــــا بنيــــرانِ القـــوافــــي

أرانــــي اليازجيُّ شَــدا بشعــــرٍ

وقـالَ اليــــومَ: خاتمـــةُ المطافِ

 

    في حبّ حيفا:

سـجـدَ الجمــــالُ لَها وقبَّـــلَها

وأقـــامَ فـوْقَ المجْــد معْـقِلَها

وأحلَّـــها بيــــنَ النُّجــوم سـناً

وأضــاءَ بالآمـــالِ كرْمِــلَها

أبوابُـــها للبحْــــرِ مُشــــرَعَة

وصْلاً لِتحْـــمِلَهُ ويحْمِـــــلَها

والبحْـرُ طأطأ رأسَــهُ خَجِــلاً

بِـــرذاذه العطْـــريِّ بَلَّــــلَها

سبحــانَ من بالسّحرِ كمّـــلها

ولفِتـــنةِ الأزمـــانِ جمَّــــلَها

سكْـرى بمـا جــادَ الإلـــهُ لها

وبخمْـــرةِ التّــــاريخ أثْـملَها

حيـــفا التي من جودِ خـالقها

ملَكَـتْ مَنَ الأوْصــافِ أنْبَلَها

أنا ذبْــتُ وجْــداً في مفاتِنها

وقضيْـتُ من شوْقي لَها وَلَها

يا مجْــد غَـــرِّدْ في مرابِعها

كـي تســمعَ الأيـــام بُلْبُــــلَها

حيْــفا وحسبُكَ أنْ تعيشَ بها

حيْـــفا وحسـبُك أنْ تعيشَ لَها

هيَ جنّـــةُ الدنيــــا وبهجتُها

وبغيْـــرها لا لـــن أبَــــــدِّلَها

وقفَ الخلــودُ بسفحِها زمَـناُ

وبـــأروعِ التيـــجانِ كلَّـــلَها

واليـومَ عــادَ ليسْــتظِلَّ بهــا

ويقيـمَ في الوجْـدان منْـــزلَها

أعــطـتْ لأهــليـها محبَّــتها

مـا كــانَ أنصفَــها وأعْــدَلَها

مــا فرّقـت ما بيْـنَ ذاك وذا

مــا كانَ أصْــدقَها وأعقـــلَها

والنّــاسُ فيها أخوةٌ فُطِــروا

سبحـــانَ مَن بالحسنِ كمَّـــلَها

في حبِّ حيفا قد أبحْتُ دمي

ومن القصائدِ صغْتُ أجزَلَها

شاهد أيضاً

نايف خوري: أمسيات نادي حيفا الثّقافيّ

  نايف خوري أمسيات نادي حيفا الثّقافيّ يا ناديًا نديًّا يا صادق الكلمة ومفرح الحرف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *