01.11.2025: كلمة الأستاذ فؤاد نقّارة في أمسية عرض المسرحيّة الغنائيّة “الطريق إلى فيروز”

المحامي فؤاد نقّارة، مؤسس ورئيس نادي حيفا الثقافي في أمسية عرض المسرحية الغنائية “الطريق إلى فيروز” 01.11.2025

مَسَاءُ الخَيرِ
الحُضُورُ الكَرِيم… رُوَّادَ الثَّقَافَةِ وَالفَنّ…
أَهْلاً وَسَهْلاً بِكُمْ جَمِيعاً، وَتَحِيَّةً قَلْبِيَّةً مِنْ نَادِي حَيْفَا الثَّقَافِيِّ، فِي هَذِهِ الأُمْسِيَةِ البَهِيَّة، الَّتِي تُعَانِقُ فِيهَا أَضْوَاءُ المَسْرَحِ جَمَالَ الكَلِمَةِ وَعُمْقَ النَّغَم.
يُسْعِدُنِي أَنْ أُرَحِّبَ بِكُمْ أَجْمَلَ تَرْحِيب، وَأَنْ أُعَبِّرَ لَكُمْ عَنْ بَالِغِ الشُّكْرِ وَالاِمْتِنَان؛ لِتَلْبِيَتِكُمْ دَعْوَتَنَا، وَحُضُورِكُمْ هَذِهِ الفَعَالِيَّةَ الثَّقَافِيَّةَ وَالفَنِّيَّةَ المُمَيَّزَة.
نَحْتَفِي بِكُمُ اللَّيْلَةَ، فِي حَضْرَةِ الفَنِّ الرَّاقِي، لِنُبْحِرَ سَوِيًّا فِي عَالَمِ المَسْرَحِيَّةِ الغِنَائِيَّةِ الشَّائِقَة.. “الطَّرِيق إلى فَيْرُوز”، وَالَّتِي نَأْمَلُ أَنْ تُلامِسَ شَغَافَ قُلُوبِكُمْ، وَتُنْعِشَ ذَائِقَتَكُم.

إِنَّ نَادِي حَيْفَا الثَّقَافِيَّ، يَعْمَلُ بِجِدٍّ وَاجْتِهَاد، عَلَى مَدَارِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ عَامَاً كَامِلَة، وَهُوَ عَهْدٌ قَطَعْنَاهُ عَلَى أَنْفُسِنَا؛ لِخِدْمَةِ الثَّقَافَةِ الوَطَنِيَّةِ وَمُجْتَمَعِنَا الأَصِيل، وَلِإِحْيَاءِ المَشْهَدِ الثَّقَافِيِّ فِي بِلادِنَا، إِيمَاناً مِنَّا، أَنَّ الثَّقَافَةَ هِيَ الرُّوحُ الَّتِي تُغَذِّي الأُمَّة، وَالجِسْرُ الَّذِي يَرْبِطُنَا بِجُذُورِنَا وَتَارِيخِنَا، وَالمُحَرِّكُ الَّذِي يَدْفَعُنَا نَحْوَ مُسْتَقْبَلٍ مُسْتَنِير.

إنَّ كُلَّ فَعالِيَّاتِنا ونَشاطاتِنا، تُشَجِّعُ عَلَى الحِوارِ والنِّقاشِ حَوْلَ مُخْتَلَفِ القَضايا الثَّقافِيَّة، حَيْثُ يُشارِكُ فِيها مَجْمُوعَةٌ مُتَنَوِّعَةٌ مِنَ المُفَكِّرِينَ والمُبْدِعِينَ والمُثَقَّفِينَ والفَنَّانِينَ والأُدَباءِ والشُّعَراء، مِمَّا يَخْلُقُ بِيئَةً ثَقافِيَّةً خَصْبَةً. ودائِمًا ما نَسْعَى إِلَى دَعْمِ الِابْتِكارِ والإِبْداع، وَاكْتِشافِ المَواهِبِ الثَّقافِيَّةِ فِي شَتَّى المَجالات، نُشَجِّعُها وَنَرْصُدُ إِنْجازاتِها، ونُتابِعُ مَسِيرَتَها الإِبْداعِيَّةَ مِنْ خِلالِ تَقْدِيمِ النُّصْحِ والتَّوْجِيه، وَتَوْفِيرِ الفُرَصِ لَها لِلْمُشارَكَةِ مَعَنا، وَتَقْدِيمِها لِلْجُمْهُورِ، وَرَبْطِها بِالمُبْدِعِينَ والمُثَقَّفِينَ المُخَضْرَمِينَ والأُدَباء، فنَحْنُ نَسْعَى لِتَكُونَ فَعَالِيَّاتُنَا مَنَارَاتٍ فِكْرِيَّةً، تُضِيءُ دُرُوبَ المَعْرِفَة، وَمُنَصَّاتٍ إِبْدَاعِيَّةً تُطْلِقُ طَاقَاتِ الأَدَبِ وَالفَنّ، وَالتَّارِيخِ وَالتُّرَاث.

هَذِهِ الأُمْسِيَةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ الغِنَائِيَّة، لَيْسَتْ سِوَى حَلْقَةٍ فِي سِلْسِلَةِ جُهُودِنَا المُتَوَاصِلَة، وهِيَ تَحْمِلُ الرَّقْمَ سَبْعِ مِئَةٍ وَثَمَانِينَ مِنْ بَيْنِ فَعَالِيَّاتِنا الثَّقَافِيَّةِ المُتَنَوِّعَة، الَّتِي قَدَّمَهَا النَّادِي لِجُمْهُورِهِ وَرُوَّادِهِ الكِرَام، وَالَّتِي تَنْدَرِجُ تَحْتَ عَنَاوِينَ عَدِيدَة، وَتَتَرَاوَحُ بَيْنَ الفِكْرِ وَالأَدَبِ وَالفَنِّ وَالتَّارِيخِ وَالتُّرَاث.

إِنَّ هَذَا الكَمَّ مِنَ النَّشَاط، يُمَثِّلُ دَلِيلاً سَاطِعَاً عَلَى حَيَوِيَّةِ النَّادِي وَإِصْرَارِهِ عَلَى العَطَاءِ الثَّقَافِيِّ المُتَدَفِّق، وَهُوَ نَتَاجُ تَخْطِيطٍ دَؤُوبٍ وَعَمَلٍ مُخْلِص.

وَفِي سِيَاقِ هَذَا العَطَاء، يُولِي النَّادِي أَهَمِّيَّةً قُصْوَى لِتَوْثِيقِ مَسِيرَتِهِ وَمُنْجَزَاتِه، فَنَحْنُ نُؤْمِنُ بِأَنَّ التَّوْثِيق، هُوَ ذَاكِرَةٌ لِلْمُسْتَقْبَلِ وَحَافِظَةٌ لِلْإِنْجَازَات، لِذَلِك.. نَحْرِصُ عَلَى تَوْثِيقِ جَمِيعِ فَعَالِيَّاتِنَا بِدِقَّةٍ وَعِنَايَة، عَبْرَ التَّصْوِيرِ وَالكِتَابَة، وَنَشْرِهَا عَلَى نِطَاقٍ وَاسِعٍ عَبْرَ صَفْحَتِنَا عَلَى فَيْسْبُوك، وَمَوْقِعِنَا الإِلِكْتُرُونِيّ، وَمُنَصَّةِ يُوتْيُوب، وَحِسَابِنَا عَلَى إِنْسْتَغْرَام؛ لِتَظَلَّ هذهِ الفعاليّات، شَاهِدةً عَلَى إِسْهَامَاتِنَا، وَمَرْجِعَاً لِلْبَاحِثِينَ وَالمُهْتَمِّين.

فِي هَذَا المَقَام، لَا يَسَعُنَا إِلَّا أَنْ نَتَوَجَّهَ بِأَسْمَى آيَاتِ الشُّكْرِ وَالتَّقْدِير إِلَى المُسَاعِدَةِ الإِدَارِيَّة، الأَدِيبَةِ وَالنَّاقِدَةِ صباح بَشير، فَهِيَ القَلْبُ النَّابِضُ فِي عَمَلِيَّةِ التَّوْثِيق، تَعْمَلُ بِوَفَاءٍ وَإِخْلاص، عَلَى تَوْثِيقِ كَافَّةِ فَعَالِيَّاتِنَا، تَكْتُبُ التَّقَارِيرَ الرَّسْمِيَّةَ عَنْ هَذِهِ الأنشطة، وَتَعْمَلُ عَلَى نَشْرِهَا فِي الصُّحُفِ وَالمَوَاقِعِ المُخْتَلِفَة، وَالأَهَمُّ مِنْ ذَلِك، تَعْمَلُ عَلَى تَوْثِيقِهَا فِي سِلْسِلَةِ كُتُبِنَا التَّوْثِيقِيَّة، الَّتِي تُخَلِّدُ سَنَوَاتِ عَطَاءِ النَّادِي، وَكَافَّةَ أَنْشِطَتِهِ المُخْتَلِفَة. وَقَدْ أَثْمَرَتْ هَذِهِ الجُهُودُ الدَّؤُوبَة، عَنْ إِصْدَارَاتٍ هَامَّة، غَدَتْ مَرْجِعَاً فِي مَسِيرَةِ النَّادِي، فَقَدْ صَدَرَ حَتَّى الآن.. الكُتُبُ التَّالِيَة: “رِحْلَةٌ مِنَ العَطَاء”، “عَطَاءٌ مُتَوَاصِل”، الجُزْءُ الأَوَّل وَالثَّانِي مِنْ كِتَاب “سَنَوَات مِنَ العَطَاء”، وَأَيْضًا كِتَاب “فِي رِحَابِ العَطَاء”. أَمَّا الجُزْءُ الثَّالِث مِنْ كِتَابِ “سَنَوَات مِنَ العَطَاء” فَهوَ قَيْدُ العَمل والتَّحْضِير.

فَلِلْأُسْتَاذَةِ صباح بشير، كُلُّ الشُّكْرِ وَالتَّقْدِيرِ عَلَى جُهُودِهَا المَبْذُولَة، الَّتِي أَثْرَتِ النَّادِي، وَسَاهَمَتْ فِي الارْتِقَاءِ بِأَنْشِطَتِهِ المُخْتَلِفَة.

فِي خِتَامِ كَلِمَتِي، لَا بُدَّ لِي مِنْ تَوْجِيهِ خَالِصِ الشُّكْرِ وَالعِرْفَان، لِكُلِّ مَنْ سَاهَمَ فِي إِنْجَاحِ هَذِهِ الأُمْسِيَةِ المُبَارَكَة، وَدَعْمِ مَسِيرَةِ النَّادِي:

أُقَدِّمُ جَزِيلَ شُكْرِي وَاحْتِرَامِي إِلَى المَجْلِسِ المِلِّيِّ الأُرْثُوذُكْسِيّ، عَلَى دَعْمِهِ المُتَوَاصِلِ لِأُمْسِيَاتِنَا الثَّقَافِيَّة.

كَمَا أَشْكُر الفَنَّان نَبِيل عازر، وَفِرْقَة مَسْرَحِ عَكَّا، عَلَى تَقْدِيمِهِمْ لِهَذَا العَمَلِ الفَنِّيِّ المُلْهِم. وَأَشْكُرُ أَعْضَاء جَمْعِيَّة نَادِي حَيْفَا الثَّقَافِيّ، فَرْداً فَرْداً، عَلَى جُهُودِهِمْ فِي خِدْمَةِ أَهْدَافِ النَّادِي.

والشكر الدائم لرفيقة الدرب سوزي نقارة على مشاركتها رحلة النادي منذ تأسيسه الى اليوم ودعمها للنادي ونشاطاته.

وأَشْكُرُ جَمِيعَ الدَّاعِمِينَ لِهَذَا الحَدَثِ الفَنِّيِّ وَالثَّقَافِيّ، فَبِدَعْمِكُمْ تَتَوَاصَلُ مَسِيرَةُ العَطَاء.

وَبِهذهِ المُنَاسَبَة الكَريمة، نَتشَرَّفُ بِأَنْ نُقَدِّمَ لَكُمْ هَدِيَّةً تَذْكَارِيَّة، وهِيَ مَجْمُوعَةٌ مِنْ إِصْدَارَاتِنا التَّوْثِيقِيَّة، الَّتِي أَرَّخَتْ مَسِيرَةَ عَطَاء النّادي خِلَالَ السَّنَوَاتِ المَاضِيَة.

هَذِهِ الكُتُب، تَحْمِلُ ذَاكِرَةً حَيَّةً، وَإِرْثَاً ثَقَافِيَّاً نَعْتَزُّ بِه، نُهْدِيكُمْ إِيَّاهَا لِتَأْخُذُوا مَعَكُمْ جُزْءاً مِنْ رِحْلَتِنَا الثَّقَافِيَّة، وَتَكُونُوا شُرَكَاءَ وَشَاهِدِينَ عَلَى إِنْجَازَاتِنَا المُتَرَاكِمَة، فِي خِدْمَةِ الفِكْرِ وَالفَنّ.

لْنَسْتَمْتِعْ سَوِيَّةً بِهَذِهِ الأُمْسِيَةِ الفَنِّيَّة، الَّتِي تُتَوِّجُ جُهُودَنَا المُشْتَرَكَة، وَتُثْرِي أَرْوَاحَنَا بِالجَمَالِ وَالعُمْق.

لْنَتَّحِدْ تَحْتَ سَقْفِ الثَّقَافَة، وَلْنَسْتَمْتِعْ مَعَاً بِعُمْقِ الفَنِّ وَسِحْرِ الكَلِمَة، فَالثَّقَافَةُ هِيَ مَنَارَةُ الأُمَمِ وَحِصْنُهَا المَنِيع؛ بِهَا نَرْتَقِي وَنَفْهَمُ العَالَم، ولْنَجْعَلْ مِنَ القِرَاءَةِ وَالتَّثَقُّفِ شَغَفَاً لَا يَنْضَب.

كُونُوا دَوْمَاً عَلَى مَوْعِدٍ مَعَ نَشَاطَاتِ نَادِيكُمُ الثَّقَافِيَّة، لِنُضِيءَ سَوِيًّا دُرُوبَ الفِكْرِ وَالإِبْدَاع.

أَهْلاً بِكُمْ مَرَّةً أُخْرَى، وَكُلُّ الأَمَلِ أَنْ تَتَجَدَّدَ اللِّقَاءَاتُ بِكُمْ دَائِماً، عَلَى دَرْبِ العَطَاءِ المُتَوَاصِل.

نَتَمَنَّى لَكُمْ وَقْتَاً مُمْتِعَاً، وَتَقَبَّلُوا خَالِصَ تَحِيَّاتِنَا وَتَقْدِيرِنَا.

شاهد أيضاً

ميلاد مجيد وعام يفيض بالخير والمسرّات

  إلى جمهورنا العزيز.. روّاد نادي حيفا الثّقافيّ، وأصدقائنا المتابعين في كلّ مكان.. من قلب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *