نصّ الكلمة التي ألقاها الأستاذ فؤاد مفيد نقّارة، في أمسية “رحلة من العطاء” لنادي حيفا الثّقافيّ

 

كلمة الأستاذ فؤاد مفيد نقّارة، مؤسّس ورئيس النّادي

في أمسية “رحلة من العطاء” لنادي حيفا الثّقافيّ”

 

مساء الخير.. أهلاً وسهلاً بالجميع، كلّ باسمه ولقبه وموقعه

الإخوة والأخوات..

يسعدنا اليوم أن نحتفي وإيّاكم بإشهار كتابنا التّوثيقيّ الأول “رحلة من العطاء” موسم 2022م، الصّادر عن دار الشّامل للنّشر والتّوزيع.

إنّ حضوركم اليوم ليس دافعا لنا للمضيّ قدما في مسيرتنا الثّقافيّة فحسب، بل هو شرف لنا، يمنحنا المزيد من الحماسِ والإلهام لتقديم أفضل ما لدينا، ونعدكم بأنّنا سنبذل قصارى جهدنا لتقديم ما يلبّي طموحاتكم ويغني السّاحة الثّقافيّة المحلّيّة.

وبكل فخر واعتزاز، نُعلن أنّ رصيدنا من الفعاليّات الثّقافيّة حتّى اليوم قد بلغ (671) فعاليّة متنوّعة، وتوثيق هذا العدد الكبير من النّشاطات هو جهد كبير وعمل جبّار بذلناه، الأستاذة صباح بشير وأنا، بكلّ همّة ونشاط، ونحن سعداء بما حقّقناه من إنجاز وما نقدّمه لمجتمعنا من عطاء مليء بالمحبّة والإخلاص.

نؤمن إيمانا راسخا أنّ الثّقافة هي أساس بناء المجتمع وتقدّمه، وأنّ نشرها وتشجيعها واجب على كلّ فرد منّا.

من هنا، سنستمرّ في تنظيم الفعاليّات الثّقافيّة المتنوّعة، ودعم المبدعين، وتكريمهم على إبداعاتهم، إيمانا منّا بأهمية دورهم في بناء المجتمع.

لقد قمنا بتكريم أربعة وتسعين مبدعا حتى اليوم، ينتمون إلى مختلف المجالات الأدبيّة والثّقافيّة، من أدباء وشعراء وروائيين ومسرحيين ومؤرخين، وفنّانين تشكيليّين وموسيقيّين وغيرهم.

نشكركم جميعا ونقدّر دعمكم، ونسعد بحضوركم لهذا الحدث الثّقافيّ، ونأمل أن تستمرّوا في المشاركة في فعاليّاتنا، وأن تكونوا معنا في كلّ خطوة على طريق نشر الثّقافة والمعرفة.

ونخصّ بالشّكر والتّقدير كلّ من ساهم في إنجاز هذا العمل، ودعم هذا المشروع مادّيّا أو معنويّا.

نعبّر عن شكرنا وامتناننا وتقديرنا للدّكتور حاتم خوري وصندوق حيفا الثّقافيّ، لاهتمامهم ومتابعتهم ودعمهم لهذا الكتاب، وما سنصدره لاحقا من الكتب التّسجيليّة والتّوثيقيّة، فكتابنا الثّاني “عطاء متواصل” لعام (2023م) هو الآن تحت الطّبع وبانتظار الإعلان عن صدوره قريبا، أمّا سلسلة كتبنا التّاليّة “سنوات من العطاء” التي ستشمل جميع نشاطاتنا منذ عام (2012حتى عام 2021)، فجار العمل عليها وعلى إعدادها بكلّ همّة ونشاط. وكلّ ما يتعلّق بفعالياتنا لعام (2024م)، فنُؤكّد التزامنا بتقديم أفضل ما لدينا، نعمل على تحضيرها، ليكوّن الكتاب جاهزا في بداية العام القادم.

ونجدّد شكرنا للدّكتور حاتم خوري وصندوق حيفا الثّقافيّ، ونأمل أن يستمرّ تعاوننا المثمر في المستقبل.

بطاقة شكر نهديها للمجلس الملّي الأرثوذكسيّ الوطنيّ، نقدّم لهم أجمل عبارات الشّكر والعرفان على اهتمامهم ورعايتهم المستمرّة، وجهودهم المبذولة في دعم الثّقافة والإبداع.

كما أتقدم بجزيل الشّكر للأستاذة الكاتبة صباح بشير، مديرة تحرير موقع نادي حيفا الثّقافيّ، على تبنّيها العمل على إعداد هذا الكتاب، وعلى جهودها المخلصة وتفانيها في إعداد جميع كتب النّادي التّوثيقيّة التي ستصدر لاحقا، ومساهمتها في إنجاح هذه الكتب، راجيا لها دوام التّوفيق والنّجاح في مسيرتها الأدبيّة والإبداعيّة.

ولن أنسى زوجتي سوزي، فلها الشّكر على ما تقدّمه للنّادي من عون ومساندة وتشجيع وحضور مستمر.

السيّدات والسادة:

يجسّد كتاب “رحلة من العطاء” مسيرة نادي حيفا الثّقافيّ الحافلة خلال عام (2022م). حيث ينطلق النّادي من إيمان راسخ بأهميّة نشر الوعي والمعرفة والثّقافة. ولتحقيق هذه الأهداف، نقوم بتنظيم العديد من الفعاليّات المتنوّعة، النّابعة من اهتمامنا بإحياء مشهدنا الثّقافيّ. لقد كان عام (2022م) شاهدا على رحلة حافلة بالإنجازات التي جسّدها كتاب “رحلة من العطاء”، وهي رحلة انطلقت من هذا المكان، الذي يعمل على التّواصل والحوار مع روّادنا من المهتمين بالشّأن الثّقافيّ، وتبادل الأفكار حول مختلف القضايا التي تلامس واقعنا الثّقافيّ.

نسعى إلى تقديم محتوى ثريّ ومميّز، قمنا بتنظيم العديد من الفعاليّات المتنوعة الّتي تشّجع على الإبداع والابتكار. فمن ندوات ثقافيّة وفكريّة، إلى أمسيات شعريّة وأدبيّة، مرورا بالمعارض الفنّيّة وحفلات إشهار الكتب والإصدارات الجديدة، وصولا إلى حلقات النّقاش للكتب المتنوعة، والزّيارات الثّقافيّة إلى الأماكن التّاريخيّة والدّينيّة والأثريّة، والمتاحف، والمشاركة في معارض الكتب، وزيارات المحبّة والاحترام والتّقدير لأدبائنا وشعرائنا الكرام، وتكريم المبدعين في كافّة المجالات الإبداعيّة.

لم يدّخر النّادي جهدا في سبيل نشر الوعي الثّقافيّ وتعزيز التّواصل بين مختلف فئات المجتمع، ولم يقتصر دوره على تنظيم الفعاليّات فقط، بل سعينا أيضا إلى دعم الابتكار والإبداع واكتشاف المواهب الثّقافيّة، وتوجيهها وتوفير الفرص لها للمشاركة في فعاليّاتنا ونشاطاتنا المختلفة، حتى أصبح النّادي اليوم حاضنة للمبدعين ومركزا ثقافيّا بارزا على الصّعيدين المحلّيّ والعربيّ.

وما حقّقناه من إشراقة للعديد من الأدباء، الّذين لمعوا نجوما في سماء الثّقافة من خلال منصّة النّادي، ما هو إلا دليل على صواب رسالتنا مع محبّي الثّقافة العربيّة.

لقد تعرّف الجمهور على هذه المواهب وقدّرها، ممّا ساعدهم على مواصلة مسيرتهم الإبداعيّة وتحقيق المزيد من النّجاحات، وبفضل تشجيعنا ومتابعتنا وإتاحة الفرص للكثير منهم، أصبحوا محطّ الأنظار، يحظون بتقدير الجميع.

منهم من ظلّ على الأمانة والاحترام والعهد، واصل مسيرته الإبداعيّة، وحقّقَ المزيد من النّجاحات، ولم ينس دور النّادي في حياته الإبداعيّة، فظلّ على الوفاء له. ونواصل نحن بدورنا تقديره واحترامه ودعمه.

لهؤلاءِ كلّ الاحترام، ونعدهم بأن نكون دائما على قدر ثقتهم بنا.

كما يواصل النّادي رحلته المباركة نحو مستقبل ثقافيّ واعد، مدركا أهميّة التّعاون بين جميع أفراد المجتمع لبناء ثقافة ثريّة، تعزّز الوحدة والتّضامن والسّلام.

وختاما، في خضمّ هذه الرّحلة، تؤكّد رسالتنا أنّ الثّقافة هي الرّكيزة الأساسيّة لتقدّم المجتمعات وازدهارها، وأنّ القراءة هي مفتاح المعرفة، تساهم في بناء جيل مثقّف واع، يؤدّي دورا هامّا في خدمة المجتمع.

نشيد بكلّ من ساهم في إثراء مسيرة النّادي ودعمه، ونؤكّد على أنّنا سنواصل العمل الدّؤوب لبناء مستقبل ثقافيّ مشرق على الجميع.

معكم نواصل مسيرتنا، وبكم نستكمل مسيرة النّور نحو مستقبل ثقافّي عربيّ زاه، وبكلّ إبداع وفكر ثقافيّ، نضيء سماء حيفا ونثريها بمختلف الألوان والأشكال. وأنتم لستم مجرّد روّاد لهذا النّادي فحسب، بل أنتم شركاء في رحلة الإبداع والعطاء.

بهمّة الجميع، نستطيع أن نحقّق المزيد من الإنجازات ونعزّز مكانة الثقافة، ومعا نضيء دروب المستقبل.

شكرا لكم مرّة أخرى، ونرحّب بكم في رحلة ثقافيّة ممتعة في صفحات هذا الكتاب، ونأمل أن تحظوا بتجربة قراءة ممتعة ومفيدة معه.

تعبّر هذه المواضيع المنشورة عن آراء كتّابها، وليس بالضّرورة عن رأي الموقع أو أي طرف آخر يرتبط به.

شاهد أيضاً

عدلة شدّاد خشيبون: فؤاد مفيد نقّارة في صيده وصنّارته

عدلة شدّاد خشيبون فؤاد مفيد نقّارة، في صيده وصنّارته صيّاد.. هو ذاك الذي يحمل بيده …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *