نايف خوري: تقديم أمسية أبو غابي رضا شقّور – الخميس- 03.07.2025

نايف خوري

تقديم أمسية أبو غابي رضا شقور – الخميس 3.7.2025

مساء الخير، والفرح، والصمود حتى العودة..

الإخوة والأخوات، نادي حيفا الثقافي، رئيسًا، أعضاءً، الجمعية، المجلس الملي الأرثوذكسي ممثلا بأبي وليد جريس خوري.. أسعدتم مساء.

يعود نادي حيفا الثقافي، بعد مرحلة الحرب، لمتابعة نشاطه، ونبدأ الأمسيات بهذه الأمسية الفريدة، مع قصة حياة الجد الجليل أبو غابي رضا شقور، أمد الله بعمره، وأبقاه بالصحة التامة.. احتفلنا في التاسع من يونيو حزيران الماضي بمرور مائة عام على ولادة الأخ، الأب، الجد، العم رضا شقور أبو غابي..

رأيته يصعد درجات منزله، ويمسك بيده عكّازًا، حتى بلغ الطابق الثاني ليزور صديقه، عمّي بولس، أبو وليد، كانت البشاشة على وجهه والبسمة على محيّاه. فيجالس عمّي المُقعد، يتسامران ويستعرضان ذكرياتهما من أيام زمان، فأجد نفسي جالسًا مصغيًا بكلّ انتباهٍ واهتمام.. عمّي يتحدّث عن إقرث، والحياة فيها، وأبو غابي يستعرض حياة الفلاحين التي عاشها مع ذويه في كفر برعم، وينتقلان في مراحل حياتهما من الصِّبا إلى الشباب، ثم الزواج وإعالة الأولاد، والمصاعب التي واجهت كلًا منهما، حتى استحوذا على أفكاري ومشاعري، فقرّرت توثيق هذه الذكريات التي لا تُثمّن، والتي هي تاريخٌ نضالي، وتراث يجب ألا يندثر. كتبت عن عمّي توثيقًا لحياته أولًا، لأنّه كان يعاني من المرض الذي أقعده عن الحركة، وصدر كتابه بعنوان: “حياتي معركة لم تنتهِ بعد”. وحظي الكتاب برواج وشهرة.. وتكريم في نادي حيفا الثقافي..

والآن حان الوقت لتوثيق الأحداث التي عاشها أبو غابي.. فكنت أجالسه في منزله المجاور لمنزلي، وأفتح له الكاميرا، وأطرح عليه الأسئلة الاستقصائية كي أنبش وأبحث عن كلّ صغيرة وكبيرة في حياة هذا المناضل، الذي اتّسمت أعماله وأقواله بالحكمة والفطنة.

استطاع أبو غابي أن يتذكّر دقائق الأمور، ولم تفُت عن ذهنه لا شاردة ولا واردة من بنات أفكاره، فدخل عُبّ التاريخ وكشف عن جذور عائلة شقّور أو شكّور، ورسم شجرة العائلة. ثم استعرضتُ معه سيرورة حياته منذ الولادة، بقدر ما أسعفته الذاكرة في فترة الطفولة، مرورًا بالشباب، وحياة الفلاحين، وبحثهم الدائم عن مصادر المياه والطعام للعائلة، والكلأ للحيوانات، ثم الانتقال من كفر برعم إلى بيت لحم والتعليم الداخلي، ثمّ الوصول إلى حيفا للعمل، والتزامن مع فترة الاحتلال، التي نسميها النكبة، والتنقّل بين حيفا والجشّ، والزواج والسكن والعمل في يافا، والعودة إلى حيفا، وتعليم الأولاد، وسبل المعيشة، والنجاح في اختراق حواجز العمل واجتيازها، حتى التقاعد والاستمتاع بالرحلات والسفر إلى أميركا والعالم. وأخيرًا حطّ عصا الترحال في حيفا على أمل أن يطرأ أيّ تحرّك مُبشّر بأمل العودة إلى كفر برعم.. كل ذلك تحت إشراف ومراقبة ومراجعة وتدقيق ابنه، جاري أيضا أبو غابي المهندس ناصر شقور..

لك أبو غابي نقول افرح واستمتع بكل لحظات حياتك، لأنك قلت أنا أعيش بنعمة الله ومخافته على الدوام..

لنستمع الآن إلى كلمة سيادة المطران الدكتور إلياس شقور، الأخ الأصغر لأبو غابي.. تفضل سيدنا..

….

الدكتور ميشيل سليمان، أبو جاد.. من أبناء كفر برعم، مقيم في حيفا، عاش طفولته في قرية الجش، ثم أنهى دراسته الثانوية في المدرسة الإكليريكية في الناصرة، حاز على اللقب الأول من جامعة حيفا بمواضيع اللغة العربية وآدابها، إدارة التربية والتعليم، وتاريخ الشرق الأوسط.

بعد إحرازه اللقب الثاني، تمكن من متابعة دراسته على اللقب الثالث الدكتوراة في إدارة التربية والتعليم. وأصبح مفتشا عاما في لواء حيفا، على المدارس الحكومية والأهلية لكافة المراحل التعليمية.

للدكتور ميشيل كتاب بعنوان كفر برعم تعيش فينا، وكتاب الموارنة في الأراضي المقدسة، لم يصدر بعد. الدكتور ميشيل يجيد اللغة العربية، العبريةـ الإنجليزية، الفرنسية والسريانية قراءة وكتابة.

كنت دائم الاتصال والاستماع إلى أي ملاحظة حول القصص والحكايات ومسيرة الحياة مع ابنه جاري، أبو غابي أيضا المهندس ناصر شقور.. كان ناصر أبو غابي يوجه بملاحظاته الدقيقة إلى هذه الحادثة أو تلك الحكاية أو الحكمة والقول.. ورافقني بوضع هذا الكتاب مرافقة دائمة، ولذا وضعنا اسمينا، نايف وناصر على الكتاب..

أبو غابي الابن تفضل حدثنا عن أهم المراحل والمواقف في هذا الكتاب..

الإخوة والأخوات..

أدعو فنان الحروفية العالمي كميل ضو ليقدم هدية تكريمية لأبو غابي، وقد أعدها خصيصا لهذه الأمسية..

أود أن ألفت النظر إلى أن وقائع هذه الجلسة ستظهر بالتمام والكمال في الفيسبوك وموقع النادي وسائر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بفضل الكاتبة الأديبة صباح بشير، التي تقوم بمهمة النشر بكل حرص وإتقان.. فالتحية لها..

أدعوكم للصورة الجماعية مع المحتفى به الجد أبو غابي.. ودمتم بكل خير.