
الخميس 06 نوفمبر 2025م، أقام نادي حيفا الثّقافيّ أمسية ثقافيّة راقية ومهمّة، خصّصها لمناقشة مشروع بحثيّ عميق ومحاضرة بعنوان: “خرائط الاستعادة”، والّتي تركّز على مشروع (reHaifa) وإعادة رسم خرائط السّرديّة والأحياز المهدومة والباقية في حيفا التّاريخيّة، قدّمها الباحث والأكاديميّ الدكتور عروة سويطات، ووثّقها بعدسته الأستاذ فؤاد أبو خضرة.
تولّى عرافة الأمسية وافتتاحها رئيس النّادي الأستاذ المحامي فؤاد نقّارة، الّذي رحّب بالحضور وبالضّيف المحاضر، قدّم موجزا وافيا عن سيرة الدكتور سويطات وإنجازاته البحثيّة ودرجته العلميّة، مثمّنا أبحاثه في إثراء المشهد الثّقافيّ، واختتم كلمته بتقديم الشّكر للمجلس الملّي الأرثوذكسيّ الوطنيّ على استضافته لهذه الفعاليّة في قاعة كنيسة القدّيس يوحنّا المعمدان الأرثوذكسيّة.
استهلّ الدكتور عروة سويطات محاضرته بالحديث عن مشروعه البحثيّ حول حيفا وآثارها المادّيّة والمعنويّة، منوّها إلى اعتماده على مصادر متعدّدة، منها الذّاكرة الشّفويّة.
عَرَضَ مجموعة من الخرائط الرّقميّة، المقارِنة لمدينة حيفا قبل النّكبة وبعدها، موضّحا الفروقات الجوهريّة في معالم المدينة، وكيف قامت حيفا الحديثة بعد عام (1948م) على أنقاض المدينة الأصليّة الّتي تعرّضت للتدّمير، ومن خلال البحث والعمل الميدانيّ، اتّضح وجود الكثير من معالم حيفا القديمة المدفونة تحت المدينة الجديدة، وأكد د. سويطات أنّ هذا البحث، واستعادة هذه الأحياز المدمّرة قد أتاح إمكانيّة إحياء واستخدام مفردات لغويّة كادت أن تندثر (خان، حوش، زقاق، وسباط) وأضاف أنّ هذا المنهج قد مكّن فريق العمل من إعادة تصوّر وتخطيط المدينة، وبناء نموذج استعادي لها؛ بهدف مواجهة واقعها الرّاهن والعيش مع الإرث الحضاريّ.
كما نوّه إلى أنّ مشروع “خرائط الاستعادة” ليس خاصّا بحيفا فقط، بل هو منهج بحثيّ شامل يتناول جميع الأمكنة الّتي هُدِمَت أو دُمِّرَت بفعل الكوارث الطبيعيّة أو التّدخّل البشريّ، إذ يمكّن الشّعوب من إحياء ذاتها من جديد، عبر استعادة سرديّاتها وروايتها التّاريخيّة.
اختتمت المحاضرة بعرض مجموعة من الأفلام التّوثيقيّة، ذات الصّلة بالموضوع، والتّقاط الصور التّذكاريّة.










haifacultureclub