في السّادس عشر من أكتوبر عام 2025، نظم نادي حيفا الثّقافيّ أمسية أدبيّة أنيقة، خُصِّصَت للاحتفاء بإشهار ومناقشة روايتين، هما: “محنة المهبولين” و “سادن المحرقة” للأديب باسم خندقجي، وقد تولّى مهمّة توثيق وقائع هذه الفعاليّة بعدسته المصوّر فؤاد أبو خضرة.
استُهلّّت الأمسية بكلمة ترحيبيّة حارّة، ألقاها الأستاذ المحامي فؤاد نقّارة، رئيس النّادي ومؤسّسه، رحّب فيها بالحضور وبالضّيوف المشاركين على المنصّة، قدّم شكره الجزيل للمجلس المليّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ على استضافته الكريمة للأمسيات في قاعة كنيسة القدّيس يوحنّا المعمدان الأرثوذكسيّة، كما استعرض النّشاطات الثّقافيّة القادمة للنّادي، داعيا الجميع إلى حضورها.
أمّا عرافة الأمسية وتقديمها فقد اضطلعت بها بأناقة، النّاشطة الثّقافيّة ناهدة يونس، الّتي قدّمت الضّيوف على المنصّة بما يليق بهم، وسردت نبذة عن المسيرة الأدبيّة للرّوائيّ باسم خندقجي، مشيرة إلى أنّ النّادي قد سبق له تنظيم أمسيات خاصّة لمناقشة أعماله السّابقة.
انطلق قسم المداخلات بكلمة الدّكتورة رنا صبح، الّتي قدّمت قراءة نقديّة معمّقة لرواية “محنة المهبولين”، وصرّحت أنّ هذه الرّواية تُمثِّلُ علامة فارقة في مسار السّرد الفلسطينيّ المعاصر، وذلك لأنّها اشتبكت مع التّراث الرّوائي العالميّ، وأعادت إنتاجه، حيث يتجاور الواقع بالفانتازيا، والتّاريخ بالأسطورة، والفرديّ بالجماعيّ الإنسانيّ.
تلتها مداخلة الدّكتور نسيم عاطف الأسدي حول رواية “سادن المحرقة”، والّتي استهلّها باعتراف صريح بأنّ هذه الرّواية تعدّ من أفضل الرّوايات الّتي قرأها، لا لأحداثها فحسب، بل لذلك الأسلوب القويّ المميّز والجذّاب الّذي استماله إليها، فأسلوب الكاتب يمزج بين السّياسة والعمق والرّواية الحداثيّة.
بعد ذلك، قدّم الدكتور خالد تركي مداخلة أخرى تناولت رواية “محنة المهبولين”، تطرّق فيها إلى أحداث الرّواية، متوقّفا عند بعض محطّاتها البارزة، وشارحا التيمات الرّئيسة الّتي تعاطى معها النّصّ، ومحلّلا أبعاد الشّخصيات والمواقف، مبيّنا الأثر العميق لهذا العمل في المشهد الأدبيّ.
في الختام، التُقِطَت الصّور التّذكاريّة لهذه الفعاليّة، وقُدِّم الشّكر الجزيل للجمهور الكريم على حضوره وتفاعله المُثمر.