مداخلة د. روزلاند دعيم: نادي حيفا الثقافي، في رحاب العطاء (2024)

نادي حيفا الثقافي

في رحاب العطاء (2024)

د. روزلاند دعيم

 

مساؤكم عطر وحضوركم بهيّ

العزيز فؤاد، الغالية سوزي والرائعة صباح

الزملاء الأفاضل على المنصّة

الحضور الكريم، كلّ باسمه ووسمه ولقبه، الشركاء الفعليّون في إنجازات نادي حيفا الثقافيّ

تحيّة محبّة وبعد،

 سعدتُ جدًّا حين شرّفني فؤاد بالحديث عن رِحاب عطاء نادي حيفا الثقافيّ للعام 2024، بعد رحلة استمرّت نحو عَقْد ونصف من الزمن، زاخرة بالفنون والشخصيّات، تمتاز بالثبات والديمومة والموضوعيّة والتنوُّع والاحتواء وفتح الآفاق والتعالي عن الصغائر، وفي ثباته سطر اسم حيفا عاليًا.

اختار فؤاد فريق العمل الذي يرافقه بدقّة وعناية، بدءًا من شريكة حياته، ورفقاء الفكر والقلم الذين آمنوا برسالته منذ البداية أو الذين انضمّوا لاحقًا، فشاركوه إبداعاتهم وأفكارهم وأخصّ بالذكر إدارة وأعضاء نادي حيفا الثقافيّ. ومن الرفقاء المخلصين الأستاذة صباح بشير التي تعمل بهدوء طاغٍ على توثيق المسيرة، وهي الشريكة الفعليّة في رِحاب العطاء 2024، وغيره من السجلّات.

وعودة إلى الكتاب:

تستوقف القارئ صورة حيفا الجميلة تمتد على الغلاف من جانبيه، لتقول للعالم نحن هنا و”حيفا من هنا بدأت” (درويش)، وكما قال كونفوشيوس “الصورة الواحدة تساوي ألف كلمة”، فكيف لنا -نحن- حين نتصفّح الكتاب باحثين عن الصور كالطفل الشغوف بكتاب مصوّر جديد.

وتستوقفنا الأشعار والقصائد التي تدعو القارئ ليرتشفها على مهلٍ، ويقرأ الصورة الشعريّة التي تحملها بمحبّة.

 

كلمات الشكر تصدَّرت الكتاب:

المجلس الملّيّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ في حيفا- بيت فؤاد وبيتي- وبيت عدد لا بأس به من أعضاء النادي وروّاده.

د. حاتم خوري وصندوق حيفا، ناهيك عن رفيقة الدرب، شريكة الإصدار ورفقاء العمل.

من الطبيعيّ أن أبدأ بمقدّمة الكتاب لأقرأ فكر صاحبه، فإذا بي أمام مقدّمتين تكمل الواحدة اُختها فأيّ نصّ موازٍ سأكتب عنهما!

عرض فؤاد في مقدِّمته فكره وفلسفته التي كانت الأساس لفكرة النادي وعبّر عن هدفه بوضوح:

“نسعى إلى بناء جسور تواصل قوية مع مجتمعنا، لنشاركهم رؤيتنا وأهدافنا… نسعى أيضًا إلى رفع مستوى الوعي بأهمّيّة العمل الثقافيّ… كما نحرص على اكتشاف المواهب الشابّة… وسنبقى واحة للمبدعين… ونسعد دائمًا بمشاركتكم الفعّالة”. رسالة واضحة نتاجها مساهمة كبيرة في رسم وتصميم المشهد الثقافيّ في بلادنا الغالية.

أمّا كلمة صباح الزاخرة بالتعابير الفنّيّة فقد تناولت قضيّة “توثيق المشهد الثقافيّ… الحفاظ على الذاكرة الجماعيّة… والإرث الثقافيّ… وكون النادي منبرًا للحوار وبوتقة تتلاقى فيها الأفكار والمواهب” فماذا تركتِ لنا لنقول!

 

أقسام الكتاب:

تكريم الشعراء والمبدعين والمفكّرين من خلال أمسيات ثقافيّة؛ استعراض أسماء الشخصيّات التي تمّ تكريمها والشخصيّات التي شاركت هذه الأمسيّات بقلمها وفكرها يكشف شموليّة واسعة؛ درجات علميّة متنوِّعة، انتماءات وفلسفات دينيّة متنوّعة، تنوُّع جندريّ، حضور واضح لأصحاب سيادة ولرجال دين أفاضل من جميع الفئات، تخليد ذكرى من رحل من أعمدة الأدب في بلادنا، استضافة عابرة الحدود عبر المنصّة الافتراضية، تكريم واضح لأعمدة الأدب والفكر في بلادنا، أساتذتنا الكبار الذين لهم في قلبي وقلوبنا مكانة كبيرة.

تنوّعت موضوعات الأمسيات بين الشعر والأدب واللغة والدين والطب والنقد والفلسفة والإعلام والتوثيق الفكريّ والماديّ، بين النقد والإبداع والفنّ البصريّ والموسيقا في بعض الأحيان.

وشمل الحضور أرجاء الوطن من شماله وحتى جنوبه، مرورًا بالمثلث الحبيب.

توثيق زيارات في ربوع الوطن ومشاركة في فعاليّات موازية؛ مشاركة في أمسيات ثقافيّة ومؤتمرات في ربوع الوطن.

زيارات وتكريم المبدعين في أماكن تواجدهم؛ زيارات مفعمة بالمحبّة الصادقة تغذي الروح والفكر وتبني جسورًا من الثقافة والأدب.

جولات ثقافيّة وترفيهيّة في ربوع الوطن؛ رِحْلات تعزِّز العلاقة بين أعضاء النادي وأصدقائه، تشمل التعرُّف على بلادنا واستكشاف كنوزه الجغرافيّة والحضاريّة والإنسانيّة، ناهيك عن كونها داعمة مادّيًّا للعديد من المصالح التجاريّة والأسواق.

مشاركة كلّيات أكاديميّة؛ ومؤسَّسات علميّة في برامج متنوِّعة.

معارض الفن التشكيليّ؛ يتزامن مع الأمسيات الثقافيّة إتاحة الفرصة لفنّانين محلّيين لعرض إبداعهم في بيئة داعمة ومشجّعة.

فقرة التكريم؛ هي الفقرة المميّزة في كلّ أمسيّة وكلّ زيارة التي ينتظرها الجميع بفارغ الصبر. وقد وردت قائمة بتكريم اثنين وتسعين (92) من المبدعين من أصل سبْعِمِائةٍ وعَشْرِ (710) فعّاليّات حتى نهاية العام 2024. وجميعها 1، 2، 7، 9، 10 أرقام لها وقعها في الذاكرة الأرشيفية للفكر الإنسانيّ.

أما واسِطة العِقْد فهو صالون القراءة؛ في صدر البيت، الصالون الجميل الذي تشارك فيه مجموعة تلتقي بمحبّة لتقرأ بشغف وتناقش بعمق.

 

وأخيرًا،

الشكر موصول لأصحاب هذه الأمسية صباح بشير وفؤاد نقارة، أدام الله التعاون البنّاء الذي يثمر ثمرًا طيبًا.

للغالي فؤاد، هنيئًا لك هذا الثبات، وهنيئًا لنا بك. أدامك الله بوافر الصحّة والعطاء والإبداع.

 

تعبّر هذه المواضيع المنشورة عن آراء كتّابها، وليس بالضّرورة عن رأي الموقع أو أي طرف آخر يرتبط به.

شاهد أيضاً

محمّد علي سعيد: إضاءة في قصّة اليافعين “طريق الأمل” للكاتبة صباح بشير.

محمّد علي سعيد إضاءة في قصّة اليافعين “طريق الأمل” للكاتبة: صباح بشير. عنوان الكتاب: طريق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *