فتحي فوراني: نص الكلمة التي ألقيت في الأمسية الثّقافيّة احتفاء بصدور الكتاب التوثيقيّ “رحلة من العطاء”- موسم 2022″ .

 

 فتحي فوراني:

رحلة من العطاء

رجال الدّين الأفاضل، الإخوة والأساتذة..

كان الميلاد قبل ثلاثة عشر عامًا، وفي حينه تشكّلت نواة نادي المطالعة بكوكبة من عشّاق اللّغة العربيّة.

بدأ المشروع رذاذًا متواضعًا ثمّ اربدت سماء حيفا بغيوم الخير، ثمّ نزلت زخًّا، ثمّ انهمر المطر وشكل فيضًا حاتميًّا لا يعرف حدودًا. وما لبث السيل أن أصبح نهرًا ثم فيضًا غامرًا، وكان بحر حيفا شاهدًا على ميلاد “نادي حيفا الثقافي”.

بدأ المشروع بعشرين من عشّاق أميرة الجمال “بنت عدنان” (اللغة العربية)، وانطلقت الكتيبة من هذا الموقع الثّقافيّ لتشكّل عطاء إبداعيًّا من النّشاطات الثّقافيّة غمر خارطة الوطن من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه. وتعانق شاطئا النّهر الفلسطينيّ هنا في لؤلؤة الكرمل، وهناك في زهرة المدائن، وأخواتها الفلسطينيات الجميلات في رام الله وجبل النار وجنين وبيت لحم وغيرها من المدن الواقعة في الأسر حتى إشعار آخر.

سجّل نادي حيفا خلال هذه الفترة الزمنية أكثر من ستمائة وسبعين أمسية ثقافيّة. حضرها وشارك فيها المئات من الأدباء والشعراء والمثقّفين وعشّاق دنيا الأدب والثّقافة، والحالمين بالمستقبل الأجمل.

عروس هذه الأمسية “رحلة من العطاء”، وهي موسم من مواسم الخير، وهي وثيقة تاريخيّة ثقافيّة تسجّل نشاط نادي حيفا الثّقافيّ في وطن الآباء والأجداد، وحصرًا في هذه القاعة التي باركنا حولها. ومن أعماق هذا المنبر تخلّقت وصعدت وتشكّلت خارطة الرّحلات الثّقافيّة إلى الأراضي الفلسطينيّة، تبعها لقاءات وحوارات مع الكتّاب والشّعراء والمثقّفين في عقر ديارهم.

جميع هذه النشاطات تسجّل بماء الذّهب حروفًا من نور في سجّل المشهد الثّقافيّ، وتصنع تاريخًا يعتزّ به نادي حيفا الثّقافيّ. بورك هذا النّادي الذي يفتح صدره لجميع أبناء شعبنا، ويرفع المنابر عاليًّا للمبدعين في بناء مشهد ثقافيّ بانوراميّ، وبورك المجلس الملّي الأرثوذكسيّ في عروس الكرمل، الذي يشكّل أمًّا رؤومًا وحاضنة للنشاطات الثّقافيّة في وطن الآباء والأجداد، وبورك حادي القافلة وحامل الحقيبة الثّقافيّة في رحلة العطاء المحامي العزيز فؤاد نقّارة ومعه كتيبة مخلصة من المثقّفين الغيورين حراس هذا الصرح الثقافي.

الإخوة والأصدقاء والسّادة الكرام ..

من هذا الموقع نقود “غرفة العمليات” الثّقافيّة، ونخوض الميادين الواسعة للإبقاء على الشّعلة وصيانة البوصلة ودفع المسيرة نحو شواطئ الحلم، يشرّفنا أن نحمل الرّسالة، ونأخذ بيد شعبنا وعيوننا ترنو نحو مشارف الحياة الأجمل والأشرف والأروع، ونرجو أن نظلّ أبدًا على هذا الطريق.

شكرًا لكم وطاب مساؤكم والسّلام عليكم.

نص الكلمة التي ألقيت في الأمسية الثّقافيّة احتفاء بصدور الكتاب التوثيقيّ “رحلة من العطاء”- موسم 2022″ . أصدر الكتاب “نادي حيفا الثقافي” وهو وثيقة للنّشاط الثّقافيّ للنادي خلال سنة 2022، ومن إعداد: فؤاد نقّارة، وصباح بشير.

شارك في الأمسية جمهور كبير من الكتّاب والمثقّفين وأصدقاء النادي وعشّاق دنيا الأدب والثّقافة من جميع أنحاء البلاد.

افتتح الأمسية الأستاذ المحامي فؤاد نقّارة رئيس نادي حيفا الثّقافيّ. ثمّ تكلّم الإخوة والأساتذة: سيادة المطران عطا الله حنا. قدس الأرشمندريت أرتيموس. يوسف خوري (أبو إيلي). د. حاتم خوري. الأديبة صباح بشير. د. منير توما. جريس خوري (أبو الوليد). المربية نائلة نقّارة أبو منّه، الأديب فتحي فوراني. وفي كلمة مسجّلة ومصوّرة تحدّث الكاتبان د. يوسف عراقي والرّوائي قاسم توفيق.

تعبّر هذه المواضيع المنشورة عن آراء كتّابها، وليس بالضّرورة عن رأي الموقع أو أي طرف آخر يرتبط به.

شاهد أيضاً

عدلة شدّاد خشيبون: فؤاد مفيد نقّارة في صيده وصنّارته

عدلة شدّاد خشيبون فؤاد مفيد نقّارة، في صيده وصنّارته صيّاد.. هو ذاك الذي يحمل بيده …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *