عدلة شدّاد خشيبون
نادي حيفا الثقافيّ ورحلة من العطاء
نادي حيفا الثّقافيّ، هذا الصّرح الذي جمع محبّي الحرف وحاملي شعار الانسانيّة، في بيت دافئ له قدسيّة خاصّة.
واختمر عجين محبّتكم، وكان الخبز أحمر اللّون شهيّ، يأكل منه كلّ من حضر، فتكون العلاقة علاقة وديّة، وكما يسمّونها علاقة الخبز والملح.
هي علاقتي بنادي حيفا الثقافي، علاقة دافئة، زرتُه لاوّل مرّة قبل ما يقارب العشر سنوات، وكأنّ المكان احتلّ فكري وقلبي فكانت لي مساحة واسعة هناك، كما خصصّت للقائمين عليه غرفة خاصّة في قلبي والوجدان.
كان أن صدر لي كتابي الاوّل” نبضات ضمير”، فكان الاشهار الاوّل وكانت انطلاقتي تزاداد بفضل هذا الصّرح الثّقافي المتمكّن. فمن عرافة تألّقت بها من خلال الثّقة التي منحني ايّاها رئيس النّادي العزيز المحامي فؤاد نقّارة، إلى كوني واحدة من جمهور نوعيّ، حضر من كلّ حدب وصوب ليشارك في امسيات النّادي، التي امست مسجّلة بالخط العريض على برنامجي الأسبوعي.
ها أنا وبشيري، نسافر كلّ خميس إلى هذا المكان الذي صفّق له محبّو الحرف والكلمة الدافئة، لا فرق عندي إن كنت ضيفة مستمعة أو عريفة أمسية، المهمّ أنّي هنا في هذا المكان الذي يرحّب بلا كلل لا ولا ملل بكلّ من آتي.
وإن نسيت لن انسى اهتمام النّادي بكافّة المواهب الإبداعيّة، حيث تخلّلت الامسيات، معارض لفنانيّن تشكيليين وإبراز مواهبهم واعمالهم الفنيّة ومن ضمنهم ابني بشير خشيبون حيث أقام معرضًا لاعماله الفنيّة، والهدف كان احتواء وتشجيع، فهنا أقف بدمعة صادقة وقبلة على جبينك التي تقول، شكرًا فؤاد شكرًا من بشير ومنّي على هذا الدّعم غير المفهوم ضمنًا.
وما أروع من آلة تصوير تنقل لنا الحدث بالصورة والصّوت لتوثٌّقه فيكون مرجعًا صادقًا.
مكان في ضيقه سعة وفي وسعه تضيق المسافات للتآلف الكلمات وتحلّق المعاني في سماء الذّات.
وما أجمل الأجواء، حين يستقبلنا فؤادنا وسوزانه بابتسامة عريضة من النّوع الدافئ، التي تقول لنا أهلا بكم في بيتكم بيت الثّقافة والادب.
لا يستطيع أحد أن ينكر ما يقدّمه هذا النّادي متمثلّا بفؤاده وسوزانه والكاتبة المتألّقة صباح بشير من خدمة مجانيّة للثّقافة والفكر النقيّ.
وها هو حصاد السّنين يتجسّد بكتاب يصف رحلة من العطاء، هذا العطاء اللامشروط واللامحدود، فما يسعني إلّأ أن أقول بوركت الجهود والمساعي، بوركت الأفكار والنوايا الصّافية التي تهدف الى رفع مستوى الثّقافة والحفاظ على علاقة الفرد بالكتاب.
وها أنا ارفع قبّعة الاحترام والتّقدير للعزّيزين فؤاد مفيد نقّارة رئيس نادي حيفا الثٌّقافي، والكاتبة النّاقدة صباح بشير على هذا الجهد غير المفهوم ضمنًا.
قدمًا والى الامام بتألّق وعطاء دومًا. ومعًا ننتظر بشوق أمسية اشهار رحلة من العطاء التي ستليها رحلات أخريات، بفضل هذا الفكر النيّر الذي أخذ على عاتقه مهمة ليست بالسّهلة، لا ولا دربها ورديّ، بل فيها المطبّات ولكن أمام الإصرار والمثابرة لا مستحيل .