عدلة شدّاد خشيبون: فؤاد مفيد نقّارة في صيده وصنّارته
عدلة شدّاد خشيبون
فؤاد مفيد نقّارة، في صيده وصنّارته
صيّاد.. هو ذاك الذي يحمل بيده صنّارة، ليس بالضّرورة ليصطاد السّمك فقط، فقد يكون صيده للأشياء الجميلة، وهذا ما فعله الأستاذ فؤاد نقّارة قبل أن يكشف لنا سرّ عطائه وجميل صيده، فقد عرفناه صيّادًا للكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، ثم اتّضح الأمر؛ فظهر عاشقا للبحر وصيّادا ماهرا.
تُظهر صورة الغلاف صيّاداً بارعا، لكن صيده يتجاوز الأسماك إلى كلّ ما هو جميل، فهو بنشاطه المميّز وبراعته، اصطاد أجمل اللّحظات وأكثرها سحراً، وكأنّها سمكة ثمينة وقعت في شباكه، استطاع اصطياد أجمل الأمسيات والنّشاطات الثّقافيّة، تماماً كما يصطاد الصيّاد المتمرّس سمكهُ.
فؤاد مفيد نقّارة، كالبحر الواسع، مثقّف يمدّ يده لمساعدة الآخرين دون تردّد، لقد فاجأنا بأسرار فرحه، فخلال فترة كورونا، خصّص زاوية يوميّة في صفحة النّادي على فيسبوك، يشاركنا صورة سمكة ونحاول التعرّف عليها، ورغم قلّة معرفتي بالأسماك، كنت أستمتع بتلك اللّعبة البسيطة وانتظار كشف المعلومة.
كتاب “صيّاد، سمكة وصنّارة” هو دليل شامل لكلّ ما يتعلّق بالصيّد، فقد ضمّ قصصًا واقعية من تجارب الكاتب، لم يقتصر على الاحتفاظ بها لنفسه، بل شاركها معنا لنتعلّم منها.
إنّه كتاب يجمع بين الخبرة والمعرفة والمتعة، أخذنا الكاتب من خلاله في رحلة إلى أعماق البحار وعالم الصيّد، مضيفًا لمسة جمالية بالحديث عن الأصداف وأنواعها، وقد لاقت هذه الفقرة اهتمامي بشكل خاصّ، كعاشقة لجمع الأصداف، حيث وجدت في الصّفحات تأكيدًا لما أؤمن به: أنّ لكل صدفة حكايتها الخاصّة.
أضاف الكاتب لمسة جمالية إلى الكتاب؛ بتضمينه فقرة عن جمع الطّوابع، هذه الهواية عزيزة على قلبي، فقد كنت أجمع الطّوابع وأحتفظ بها في ألبوم خاصّ، خاصّةً في أيّام تبادل الرّسائل مع الأصدقاء، سواء داخل البلاد أو خارجها.
أشكر الكاتب على تسليط الضّوء على هذه الهواية وتوثيق أهميّتها.
ختامًا، هو كتاب قيّم وشامل، وأقولها بصدق اسمتعت بقراءته كثيرًا، استمتعت بأسلوب الكاتب السّلس والممتع، وكأنّني أشارك في رحلة بحريّة معه.
تعبّر هذه المواضيع المنشورة عن آراء كتّابها، وليس بالضّرورة عن رأي الموقع أو أي طرف آخر يرتبط به.