عبد الله عصفور: قراءة في كتاب “صيّاد سمكه وصنّارة” للأستاذ فؤاد نقّارة

 

عبد الله عصفور

قراءة في كتاب “صيّاد سمكه وصنّارة” للأستاذ فؤاد نقّارة

 

جميلٌ أن يتظلّل الإنسان بهواية ما، والأجمل أن يكرّمها باحتراف وجدّية، مطورًا إياها، وغائصًا في مكامنها حتى يبلغ مبلغ الإبداع فيها، ويزداد الأمر جمالًا حين يكون صاحب الهواية متذوقًا للأدب، واسع الثقافة، بل داعمًا للثقافة والأدب وراعياً لهما.

فكيف لا يولد من رحم هذه الحالة الإنسانية والحضارية إبداعٌ أدبيٌّ، يزين صفحات إصدار جميل ككتاب “صيّاد.. سمكة وصنّارة” للأستاذ فؤاد نقّارة، مدير نادي حيفا الثقافي ومؤسسه؟

تَوَّج الأستاذ فؤاد نقّارة مشوار هوايته الجميلة في صيد الأسماك بهذا الإصدارِ الجميل الذي استمتعت بقراءتِه، وأخذني معه في رحلةٍ ممتعةٍ إلى البحر، أجمل ما في هذا الكون، ليغوص فيه الكاتب، ويمخر عبابه،  ويُفكَّ ما تَيسَّر له من ألغازه ومكامنِه…

عرّف الكاتب القارئ على التسميات والمُسمّيات للكائنات البحرية المتنوعة التي تتحرك في مملكة البحر، وهو يقدّم معلوماتٍ علمية هامّة، قد تُفيد أيَّ باحثٍ في هذا القسم من الأحياء، وتمكّنه من إثراء دراسته أو بحثه العلميّ.

تميزت المعلومات بالتفاصيل الدقيقة حول الكائنات البحرية من حيث أشكالها  وتكوينها وحياتها وبيئتها …

بأسلوبه المميز، بيّن العلاقة بين عالم البحر والأسماك، وبين البشر، وسلّط الضوء على جانب من السلوكيات البشرية السيئة، وعالجها بإتقانٍ ينُمّ عن معدنه الأصيل، من خلال مجموعه من القصص الواقعيّة التي صادفها في مشوار هوايته، أكّد فيها على أهمّيّة التّعاون والصدق، ونبذ الأنانيّة، الكرم واحترام الصداقة، وعدم التفريط بها لأجل مكسب ضيّق، كذلك نبذ الغرور وترك المبالغة، التي تقود الى الإحراج، وكذلك أهمّية احترام القوانين والأصول، وعدم السّير بعكس التيّار، والتّأهب الدائم بالتجهيزات اللازمة، والاحتراس من التقصير الذي  يفضي إلى الهلاك.

 بوركت أستاذ فؤاد نقّارة، وبورك إصدارك.

أتمنّى لك دوام الإبداع والعطاء.

 

تعبّر هذه المواضيع المنشورة عن آراء كتّابها، وليس بالضّرورة عن رأي الموقع أو أي طرف آخر يرتبط به.

شاهد أيضاً

د. رباب سرحان: الرّؤية التّفاؤليّة عند صباح بشير في “فرصة ثانية”

د. رباب سرحان الرّؤية التّفاؤليّة عند صباح بشير في “فرصة ثانية” (نصّ المداخلة التي أُلقيت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *