من رحاب الأزمنة، نستحضر هذه الصورة النادرة لأعضاء الهيئة الإداريّة للنّادي الأرثوذكسيّ العربيّ، التي التقطت عام 1941.
في ذلك الزّمن، انبثقت هذه الهامات المضيئة، حاملة مشعل الثّقافة والمعرفة، لترسم مسارا مشرقا للحياة الاجتماعيّة في حيفا والبلاد.
تُجسّد هذه الصورة لحظة فارقة في تاريخ النّادي، حيث يقف أعضاؤه المؤسسون، بكلّ عزيمة وإصرار، ليكرسوا طاقاتهم لخدمة المجتمع ونشر الوعي. فمن خلال أنشطتهم المتنوعة، ساهموا في إثراء الساحة الثقافيّة، وفتحوا آفاقا جديدة للإبداع والتّعبير.
تُعدّ هذه الصورة رمزا خالدا لروح المثابرة والتّحدّي، التي اتّسم بها أعضاء النّادي في مواجهة الظروف الصّعبة. ففي خضمّ التغيّرات والأحداث الجسام، تمسّكوا بمبادئهم وواصلوا رسالتهم السّامية، إيمانا منهم بأهميّة العطاء في بناء مجتمع متماسك وناجح.
وإذ نُعيد نشر هذه الصورة، لنحيي ذكرى روّاد هذا النّادي، وجهودهم الجبّارة في إرساء دعائم الثّقافة، ودورهم في الحفاظ على الهويّة، وتعزيز القيم الإنسانيّة النبيلة. واليوم، يكمل المسيرة الأستاذ المحامي فؤاد مفيد نقّارة، ساعيا للحفاظ على إرث النّادي العريق. فمنذ تولّيه رئاسة نادي حيفا الثّقافيّ، اتّخذ خطوات هامّة لتعزيز دور النّادي في المجتمع، وتوسيع نطاق أنشطته؛ لتشمل مختلف المجالات الثقافيّة. فمن خلال تنظيم الأمسيات الأدبيّة، والنّدوات الفكريّة، والمعارض الفنّيّة، وحفلات إشهار الكتب، وبرنامج عشق الوطن يجمعنا، نجح في جذب جمهور واسع من مختلف الأعمار والاهتمامات. وتحت إدارته الحكيمة، شهد النّادي نهضة إبداعية ملحوظة، حيث ازداد عدد أعضائه وتنوعت أنشطته، وارتفع مستوى أدائه بشكل ملحوظ. وبفضل جهوده الدّؤوبة، أصبح النّادي منارة إبداعيّة، تُساهم في إثراء الساحة الثّقافيّة المحلّيّة.
هكذا، ومن ذاكرة الأيام، نستلهم دروسا وعبرا، ونُواصل مسيرة الإبداع والعطاء، لنجعل من بلادنا مصباحا تنويريّا حضاريّا، يضيء درب الأجيال القادمة.
رحم الله الأستاذ حنّا نقّارة وزملائه المخلصين، فما تزال ذكراهم حيّة، نقدّر عاليا مساهماتهم الثّقافيّة والاجتماعيّة في بناء المجتمع ونهضته.