تحية وبعد
أكتب إليكم للتّعبير عن خالص امتناني وتقديري لاهتمامكم الكبير، واعتزازي بمسيرتكم الرّاقية.
لقد عملت مربّيا قرابة نصف قرن، لم أرتقب خلالها ولو أصغر المجاملات أو الإطراءات، لكنّ الحقيقة هي سيل من الإطراءات التي كان يغمرني بها أبنائي من الطلّاب.
لم أتوقف عن الكتابة باللّغتين العربيّة والعبريّة، حيث كتبت باللّغة العبريّة ليتعرّف “أبناء عمومتنا” على تراثنا العربيّ الأصيل وحبّنا لتراب الوطن. كتبتُ وما زلت أكتب.
كنت أرغب في تعميم دوري التربويّ والوطنيّ، حيث تمّ تكريمي في مؤسّسات ونواد عديدة، لكنّ التّكريم الأكبر والوافي كان من نادي حيفا الثّقافيّ، بإدارة العلمين سوزي وفؤاد نقّارة، ترافقهما الأديبة والنّاقدة صباح بشير، وكان رابعهم أخي وزميلي وصديقي الغالي الأديب الكبير الأستاذ فتحي فوراني.
سعدت بهذا اللّقاء وكذلك زوجتي وأبنائي، حيث كانت زوجتي جانيت معلّمة فؤاد في المرحلة الابتدائية، وأنا في الثانويّة، إضافة لذلك، فكنت وفؤاد أبناء حيّ واحد في عكّا، وهو الحيّ المسمّى بساحة عبّود.
لقد كانت زيارة مثرية وأمسية لا مثيل لها، كلّها محبّة واحترام.
أشكرك يا سوزي وفؤاد، واشكر ناديكما نادي حيفا الثّقافيّ على هذه الشّعلة الحضاريّة التي تزداد اشتعالا لتبدّد الظلمات.
دمتم جميعا حرّاسا للّغة، ولجمرة بروميثيوس.
أحبّكم
جريس طنّوس