د. يوسف عراقي: كتاب “صيّاد، سمكة وصنّارة” لفؤاد نقّارة 

 

د. يوسف عراقي

كتاب “صيّاد، سمكة وصنّارة” لفؤاد نقّارة 

 

أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى صديقي العزيز المحامي فؤاد نقّارة، على منحي الفرصة الثمينة لقراءة كتابه القيّم والمتميز، “صيّاد، سمكة وصنّارة”، الذي صدر بالتّعاون بين نادي حيفا الثّقافيّ ودار الشّامل للنّشر والتّوزيع.

يقع الكتاب في (184) صفحة من القطع الكبير، وقد قامت بإعداده وتحريره الكاتبة صباح بشير.

لقد استمتعت حقًا بالمعلومات الموسوعية الغنية التي يقدمها حول عالم الأسماك والأحياء المائية الأخرى، التي تزخر بها بحار بلادنا، الممتدة بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.

لقد كانت فرصة رائعة للتعرف على 59 نوعًا من الأسماك بتنوعاتها المختلفة، بالإضافة إلى مجموعة من الرخويات والأصداف والسرطانات التي تزخر بها مياه بحارنا، والتي كنت أعرف عنها القليل جدًا.

لقد أدهشتني المعلومات القيمة حول عادات هذه الكائنات، خاصة تلك المعلومة الغريبة عن أنثى الأخطبوط التي تأكل زوجها إن لم تجد طعامًا خلال فترة احتضان البيض! ومعلومات مهمة عن أسماك اللقز، الرمل، والهامور، وعروسة البحر الملوّنة الجميلة.

هذا الكتاب الرائع، المكتوب بمهنية عالية، يأخذ القارئ في رحلة شيقة إلى عالم الصيد والصيادين ومواسم الصيد.  يشارك المؤلف خبرته الواسعة، المكتسبة من صداقة طويلة مع البحر منذ نعومة أظفاره، بلغة الصياد الماهر الذي يجيد التحاور مع البحر وأسراره.  يكشف الكتاب عن عادات الأسماك المختلفة وطبائعها، مع التركيز على أهمية الحفاظ على البيئة البحرية والتعامل مع الطبيعة بمسؤولية واحترام.

خبرة المؤلف الطويلة، تجعل هذا الكتاب دليلاً قيمًا للصيادين، خاصة المبتدئين، لتعلم الصبر والمثابرة في هذه المهنة النبيلة.

أتذكر جيدًا زيارة صديقي العزيز فؤاد لنا في النرويج عام 2017، وشغفه الكبير بالصيد وأنواع الأسماك. فور وصوله، سألني عن متجر لشراء صنارة وأدوات صيد، وخلال رحلتنا إلى السويد، ورغم الطقس الماطر، أصر على إلقاء صنارته في البحر الهائج. أدهشتني قدرته السريعة على فهم طبيعة البحر، وتمكنه من اصطياد بعض الأسماك في تلك الظروف الصعبة.

في مرة أخرى، كنت قد رتبت زيارة إلى المتحف الشعبي النرويجي في أوسلو، ولكنه فضل الذهاب إلى خليج أوسلو لاستكشاف طبيعته وصيد الأسماك هناك. كم من مرة أيقظ في نفسي حنينًا لبحر حيفا عندما كان يرسل لي صورًا وهو جالس على الشاطئ، صنارته منتصبة بجانبه، يستمع إلى ذلك الحوار الأبدي بين بحر حيفا وجبل الكرمل.

لقد أضاف إلى الكتاب لمسة فنية رائعة من خلال نشر صور الأسماك بألوانها الحقيقية، وصور أحفاده وهم يتعلمون الصيد على يديه، مما يعطي رسالة مهمة حول أهمية توجيه أجيالنا نحو هوايات صحية ومفيدة بعيدًا عن العالم الرقمي.

كما كان موفقًا في إدراج الملحق الجميل عن الطوابع الصادرة عن بعض الدول العربية حول الأسماك التي تزخر بها مياهها، مؤكدًا على أن الأسماك والأحياء المائية ثروة وطنية لا تقدر بثمن، ويجب الحفاظ عليها من خلال الحفاظ على البيئة.

أتقدم بخالص الشكر والتقدير على الجهد الكبير الذي بذله فؤاد نقّارة؛ لإنجاز هذا الكتاب القيم.  أتمنى أن يحذو آخرون حذوك، ويكتبوا عن أنواع الطيور والحيوانات البرية والدواجن، وعن أنواع الأزهار والنباتات في بلادنا، فهذا مما تحتاجه أجيالنا القادمة، للتعرف على ثروات بلادهم الطبيعية والمحافظة عليها.

 

 

تعبّر هذه المواضيع المنشورة عن آراء كتّابها، وليس بالضّرورة عن رأي الموقع أو أي طرف آخر يرتبط به.

شاهد أيضاً

د. خالد تركي: نافذتي تُطلُّ على رواية “إِيفانوف في إِسرائيل”

د. خالد تركي نافذتي تُطلُّ على رواية “إِيفانوف في إِسرائيل” شاهدٌ على النَّكبة     …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *