د. منير توما: قراءة في ديوان “وسكبتُ روحي في يديك ِ شَرابا”.

KODAK Digital Still Camera

 الرومانسية الساطعة في شعر د. نسيم عاطف ألأسدي

قراءة في ديوان “وسكبتُ روحي في يديك ِ شَرابا “

 

 

 

 

أستهلّ مقالتي بقصيدة كتبتها تكريمًا للصّديق الشّاعر المبدع د. نسيم عاطف الأسدي، حيث أقول في هذه القصيدة الّتي أعطيتها عنوان “نسيم المعاني“:

بكَ الشّعرُ ها هنا أصبح اليومَ حاضرا

                                        وقد سِرتَ قبل اليومِ دربَك شاعرا

فأنتَ الّذي ألقتْ عناقيد خمرها

                                        إليه الدّوالي سُكّرًا وجواهرا

إذا قُلتَ شعرًا قُلْتَه في كرامةٍ

                                        فصارَ بِهِ المعنى جميلًا وساحرا

وإنْ أنتَ أخبرتَ البدورَ عن الهوى

                                        بإطلاقهِ يومًا أتيتَ المفاخرا

نظمْتَ من الإمتاعِ أروعَ قولةٍ

                                        بدا الثّغرُ منها هائمًا متساكرا

وإنّكَ أرقى المغرمينَ تلفّظًا

                                        بحقٍّ وأنقى العاشقينَ ضمائرا

فلا عجبٌ أنْ ترسمَ الحبَّ زاهيًا

                                        نسيمَ المعاني راويَ الذّوق ماهرا

إذا كان هذا منكَ واضحًا

                                        فقد كنتَ في نجمِ انتقائكَ زاهرا

إنَّ أروع ما في الحُب هو أنه يلهب دفعة واحدة كلّ قوى الإنسان , فالمحب المتيّم بمحبوبته يفكر فيها بعقلِهِ , ويحنُّ اليها بقلبهِ , ويطلب الاندماج فيها بجسدِهِ , وبالتالي فإن الشعراء الصادقين يتّسمون بصبوات وحكايات مع العشق , حيث أن أمثال هؤلاء الشعراء العشّاق , يعتبرون الحبيبة غاية ووسيلة , غاية في نفوسهم , ووسيلة يستنزلون بها وحي الحياة بجمالياتها وأحاسيسها الإنسانية والعاطفية . وهكذا فإنَّ الشاعر المبدع د. نسيم عاطف ألأسدي يتحفنا برومانسيته الفائقة في ديوانه الجديد الذي يحمل عنوان ” وسكبتُ روحي في يديك ِ شرابا ” حيث يجسِّد الحُب الروحي الذي يتعلق فيهِ العاشق بمحبوبة واحدة , يرى فيها مثله الأعلى الذي يحقق له متعة الروح ورضا النفس واستقرار العاطفة , وهو استقرار يجعل فتنته بواحدة تقف عندها آماله , وتتحقق فيها كل آمانيه ِ , فهي الهدف الذي يطلبه , والغاية التي يسعى اليها , والأمل الذي يرتجيه , والمحبوب الذي يقضي عمره في محراب حبه ِ , فالمحبوبة عنده هي الكأس التي يقضي حياته ظامئاً اليها , لا يجد الري المنشود في أي كأس , ولكنه يطلبها في كأس بعينها هي تلك التي تعجبه وترضيه ِ.

وها هو شاعرنا يوحي بهذه المعاني في قصيدة ” إنّا بغير الحبِّ أجسام خشَبْ ” حيث جاء في نهايتها ( ص 15 ) :

مُدّي المحبة دربَ نورٍ بيننا

تُحي المُنى وتَصُدُّ عن قلبي التَّعَب ْ 

داوي القصيدة َ بالوصال ِ واسعفي

عُمر َ الهوى من مدِّ طوفان ِ العتَب ْ

مُدّي غرامك ِ للغرام ِ يشدُّنا

إنّا بغير ِ الحُبِّ أجسامٌ خشَبْ

وهنا يحضرني قول الشاعر المهجري الكبير إيليا أبو ماضي عن ماهية الحب التي يتماهى فيها الدكتور نسيم ألأسدي مع هذه الفكرة بشفافية الشاعر المبدع حيث ورد في شعر إيليا أبو ماضي بهذا الصدد قوله :

إنَّ نفساً لم يشرق الحب فيها

هي نفسٌ لم تدرِ ما معناها

أنا بالحب قد عرفت نفسي

وبالحب قد عرفت الله .

إنَّ شاعرنا يعكس لنا مشاعره بصدق وأمانة وحرارة , ويقدّم لنا ذوب قلبه ِ الذي أحبّ , وعانى , ثم عبّر , فكانت تجربة الحب الكبرى التي عايشها فأصبحت ذكرى جميلة لا ينساها , ففي ختام قصيدة ” عبث ٌ بقاؤك ِ ” ( ص 18 ) يقول شاعرنا :

أصبحتُ في دنيا الغرام ِ معذّباً

أمسيتُ فيها حسرةً أتنَهَّدُ

عبث ٌ بقاؤك .. كلُّ أوردتي بكت ْ

والجرحُ مرٌّ , ليت جرحي يبرُدُ

غيبي ليوم ٍ , أو لشهرٍ ربّما

بعدَ الغيابِ غرامُنا يتجدَّدُ

إنَّ شاعرنا بحاسته الفنيّة القويّة في هذا الموقف , يلوذُ بفنه ِ مما يكربه من أسى على حرمانه ِ في عاطفته ِ , ويجد في التعبير عن آلامه ِ في شعره ِ استرواحاً من الجهد الفادح  , وكأنه وقع من هذا الجهد فيما يشبه الحصار أو حالة ضيق , فاستطاع أن يحوّل هذه العواطف الحبيسة الى عمل ٍ فنّي تسامى فيه عن مجرد الكبت العاطفي والجهد الفني في تحويل الطاقة الحيوية من منطقة الحسيّات الى منطقة الفن , فأكّدَ ذاته , واستعاض عن احباطه ِ في حبّه ، بهذا الفيض الفني الذي تجلّى في أشعاره ِ من الحب الصادق المفعم بالحرارة في هذا الديوان و وهذا الأمر ما يطلق عليه فرويد مصطلح التطهير الفني ( artistic catharsis ).

من اللاّفت أنَّ أشعار الدكتور نسيم عاطف ألأسدي تؤكد كونه شاعراً رقيقاً عذباً , يتّسم شعره بالرّقة العاطفية والعذوبة , وهذه الخصائص والسّمات تدل على موهبة ٍ شعرية ٍ تقدّس مواطن السحر والجمال والحب في الحياة . ونحن نستمتع بقراءة قصيدته ِ ” الله ما أحلاك ِ يا حوّاء ” ( ص 22 ) ونختار منها الأبيات التي يتغزّل فيها بالفتاة أو المرأة المحبوبة من حيث جمال عينيها وبسمة الأمل في شفتيها , وفي خصلات شعرها الأسود المتهدّل وفيه تكمن أسرار كأسرار الليل الغامض . وقد جاء في هذه الأبيات قول شاعرنا :

شفتاك ِ كأسٌ سالَ من أطرافه ِ

خمر ٌ به ِ قد حارت الأسماء ُ

والنهد ُ في تدويره ِ تعويذةٌ

شاءت سماءُ الحبِّ كيف يشاءُ

والرمشُ أطلق َ نحو عيني سهمه ُ

فاصابَ قلبي من حَلاك ِ بلاءُ

إني بليلك ِ يا جميلة ُ تائهٌ

بسواد ِ شعرك ِ ضاعت الأشياءُ

جسدي حريق ٌ كم رغِبتك ِ تمطري

فشتاءُ وصلِكِ ماؤُهُ  إرواءُ ..

قد ضلَّ قلبي في هواك ِ سبيلَهُ

فهلِ الأحبةُ في الغرام ِ سواء ُ ؟

ومن هذه الأبيات نلمس أنَّ شاعرنا قد أحبَّ محبوبته ِ بعنف ٍ وهامَ  بها .. وألهبت شاعريته , فاستوحى منها أجمل معاني الحُب والغزل .

ولكننا نرى في قصيدة ” منّا الوداع ” أنّهُ لظروفٍ ما افترقا .. وكانت صدمة عنيفة .. وظل يستوحي مرارة الهجر والفراق معاني لوّنت شعره بطابع ٍ حزين ٍ قاتم فيه الفرقة واليأس والأسى ..!!

والأبيات الختامية التالية من القصيدة ( ص 42 ) تصوِّر ذلك بإيحاءات ظاهرة :

للوردِ عمرٌ نائم ٌ في جُرحِنا

بالدمع ِ يشدو والدموعُ دليلُ

للوردِ حزنٌ سالَ من أشواكهِ

ما جفَّ لحنُهُ .. أو رماهُ ذبول ُ

للوردِ وردٌ يستقي من شوقنا

مطراً على خدِّ الزمان ِ يسيلُ

للوردِ ذكرى أُغمدت في حُزننا

وخيول ُ شوقٍ هاجم ٍ وصهيل ُ

يتّضح مما سبق أنَّ شاعرنا ينتمي الى مدرسة الرّقّة العاطفية (Sentimentalism ) فهو شاعر رومانسي غنائي حالم , وشعره يُفصح عن محبٍ عاشق ٍ متفتح للحياة بكونه شاعراً رومانسياً حالماً يسبح في بحار ٍ من الرؤى والأطياف والأحلام بحيث نستطيع العثور على مفتاح شخصيته في كلمة واحدة هي عبادة الجمال , فهو شاعر مبدع رقيق يؤمن بالحب ويقدّس الجمال .. ويحفل شعره بصور فنيّة مبتكرة في قاموس العاطفة والوجدان , وتتميّز قصائده بقوة العاطفة وحرارتها مما يمنح شعره الصدق الفني والحرارة والجمال كما يتمظهر في الأبيات التالية من قصيدة : هبّي كالريحِ على مُدني ” ( ص 50 ) :

عيناكِ رحيلي وبقائي

بمداها كل ُّ الأسفار

فمُكِ المعسول ُ يُذوّبُني

فأسيلُ كما النهر الجاري

ويداكِ تفتّتُني شوقاً

والرمشُ بقائي ودماري

والعطرُ يفوحُ يُدوّخُني

فبماذا يقصدُ إخباري

والنهدُ يعاجلُ في طعني

بالصدر ِ .. فأتّخِذُ قراري

مِن بعدِكِ لا حُبٌّ يبقى

وبغيركِ ليلٌ أقماري

من بعدكِ نارٌ تحرقُني

وبغيركِ وهمٌ مشواري

تاسيساً على الحقيقة أن شاعرنا ينتمي الى المدرسة الرومانسية , فإنه يجد فيها حرية الوجدان والقلب بنشوتهِ وحرارته ِ وانفعالاته ,  فالرومانسية  Romanticism )  ) تُعد ملاذاً للشعراء الحالمين الهاربين من مرارة الواقع الذي يعانون منه  ويكابدونه في كثير ٍ من الأحيان أو حتى جزئياً . وشاعرنا مرهف الإحساس , رقيق المشاعر , سريع التاثر , نزاع الى الحرية , محب للطبيعة والحياة , يستوحيها إلهامه , ويصف من خلالها مشاعره , وقد سجل في أشعاره بهذا الديوان أرق أحاسيسه واصدق خفقات قلبه انفعالاً بلحظات الحُب وذوبانه مع سحر ليالي النجوى والوصال فجاء شعره انعكاساً صادقاً وأميناً لما أحسَّ به وتذوقه في ظلال عالمه الحالم , وفي قصيدة ” الى الجميل ِ أميل ُ ” نستشعر رومانسية شاعرنا الواضحة ( ص55 ) :

ذابت حروفي من لهيب جمالها

والشعر ُ ذاب َ مع الحروفِ يسيلُ

 إني اتّهمتُكِ : رِمشُ عينكِ وحدهُ

عن ذبحِ قلبي في الهوى مسؤولُ

أين انتشائي في الهوى وتحكّمي

وأنا اسير ُ من الرموشِ قتيلُ

نصّبتُ نفسي مالكاً عرشَ الهوى

وتركتُ خيلي في النساء ِ تجولُ

وكتبتُ دستور َ الغرام ِ وشَرعَهُ

وظنَنتُني الأبديُّ .. لستُ أزولُ

وفي هذه الأبيات تبدو ملامح أبيقورية ( Epicureanism ) عند شاعرنا المتمثلة بروحه المبتهجة الطروبة المتفتحة للحب والجمال , في تلك الصور الشعرية الحارة المتدفقة , فالصورة الشعرية هنا ( Poetic  image  ) تمنح الشعر الجمال والأصالة , ولقد أجاد الدكتور نسيم ألأسدي استخدام الصورة الشعرية في قصائده فالتصوير هو أداة من سمات شعره الحافل بالنغم والموسيقى الناعمة الهامسة , فهو يخلع على صوره الشعرية ملامح من أحاسيسه الروحية والذوقية والنفسية فتجيء تلك الصورة قطعة من روحه ونفسه , مما يمنحها الحرارة والصدق الفني والجمال , وذلك لأنه في صوره الشعرية يستخدم الصور الحيّة ( Living  images  ) مما يضفي على شعرهِ الحياة , والفن والحركة .

إنَّ الشعر الذاتي ( Subjective Poetry ) للدكتور نسيم ألأسدي هو تعبيرٌ أصيل وصادق عن أحاسيسه ومشاعره وعواطفه ووجدانه , فالرومانسية الشعرية هي تعبير عن المشاعر تركّز على العالم الداخلي للشاعر أي انعكاس للعالم الداخلي للشاعر .

ومن أجمل القصائد في هذا الديوان تعبيراً عن ذاتية شاعرنا ومشاعره  وأحاسيسه وسماته ِ النفسية والشعورية الوجدانية قصيدة ” العمرُ بعدكِ والحياةُ دمارُ ” ( ص 66 ) حيث يقول فيها :

لا الدمعُ يكفيني ولا الأشعارُ

فالعمرُ بعدكِ والحياةُ دمارُ

والليل ظلُّهُ لا يحيطُ مودَّتي

والبحرُ لا يكفي ولا الأنهارُ

العشقُ دونكِ مَن سيُتقنُ عزفَهُ

فالحبُّ بعدَكِ غُربه ٌ وقِفارُ 

كيف الحياةُ بغيرِ عِطرِكِ تنتشي

والوردُ كيف يصيرُ والأزهارُ

عيناكِ تنسجُ للربيع ِ عباءةً

وبليلِ شعرَكِ تسكُنُ الأقمارُ

من اينَ أبدأُ بالكتابة ِ يا ترى

وملاكُ حُسنِكِ ساحرٌ جبّارُ

وهنا تبلغ ذروة تصوره لغربة روحهِ وأحزان نفسه , في هذه اللوحة التي يصوِّر روحه  وقد تاهت وسط بيداء الأشواق للمحبوبة والأحزان لما قد يلاقيه من حال المحبوبة , فالشاعر الرومانسي يستعذب الشجن , ويحلّق في جو المعاناة , ويتغنّى بالألم في كبرياء وعزّة , وفي رقّة وعذوبة . وعندما يوشك افتراق وارتحال عمن يحب , نرى شاعرنا وقد هزّه هذا الموقف الأليم , يحشد كل ما لديه ِ من لهفة واشتياق , استعداداً لبُعدٍ قد يطول أمدهُ راجياً اللقاء المنشود .

وأخيراً وليس آخراً , يمكن القول انَّ الشاعر الدكتور نسيم عاطف ألأسدي قد صوَّر في هذا الديوان الشعري عاطفة الحب تصويراً شعرياً جميلاً , محّص فيه ِ تلك العاطفة النبيلة وشرحها تشريحاً وجدانياً رائعاً موفقاً ومجموع ما سجله من خفقات قلبهِ وهمسات روحهِ يلقي الأضواء على نفسية شاعرنا العاشق النبيل الذي يحلّق في الأجواء العالية , ويحبّ حبّاً عنيفاً سامياً تشهد عليه قصائده بكونه شاعر الحب والجمال الذي يلتمس في كل حب ينبوع الشعر وصفاء الروح , ليسجّل نتاج تجاربه في شعرهِ الذي قبسه من إلهام وجدِه  ووحي عذابهِ في العشق .

ويُلاحظ أنه في أسلوب شاعرنا نرى الإشراق والتوقد والشاعرية والعذوبة والرّقة , كل ذلك في حسن نسق وجمال إيقاع وموسيقا هامسة رقيقة .. وفي شعره موسيقا معبّرة قوية تطبع شعره بجرس ٍ موسيقي هامس وإيقاع رقيق هادئ مما جعله أن يكون موفّقاً غاية التوفيق في قدرته الرائعة في كيفية توزيع كلماته ِ وألفاظه ِ في قصائده ِ وتوافقها وانسجامها في جودة الصياغة وحسن استخدامه للمادة اللفظية ببلاغة .

وفي هذا السياق يتبادر الى ذهني بيتٌ من الشعر لجبران خليل جبران في الإطراء والثناء على شعر أمير الشعراء أحمد شوقي يقول فيه :

شعرٌ سرى مسرى النسيم ِ بلُطفِهِ

                                         وصفا برَوعته ِ صفاءَ الماء ِ

وبالتالي , فإنه يسعدنا بكل محبةٍ وتواضع ٍ أن نهدي روح معنى هذا البيت الى الدكتور نسيم عاطف ألأسدي لما في شعره ِ من صفاء وعذوبة , والذي نتقدم اليه بأجمل التهاني بصدور ديوانه الجديد هذا , مع أطيب التمنيات له بالمزيد من الإبداع الأنيق , ودوام التوفيق والعطاء متخذًا من بيتي الشعر التاليين للشاعر أبو الفتح البُستي وصفًا مناسبًا لشخص الدكتور نسيم الاسدي حيث يقول البستي فيهما :

الحُسْنُ حُسْنانِ: حُسْنٌ ظاهِرٌ، عَلِنٌ

                                        وباطِنٌ، وهو في الأخلاقِ والشّيمِ

وها جَمَعْتَهُما، وانتَ الحقيقُ بأنْ

                                        تَحيا اصيلًا، وتُعْطى أرْفَعَ القِيَمِ

 

تعبّر هذه المواضيع المنشورة عن آراء كتّابها، وليس بالضّرورة عن رأي الموقع أو أي طرف آخر يرتبط به.

شاهد أيضاً

د. خالد تركي: نافذتي تُطلُّ على رواية “قِلادَةُ ياسَمين”

د. خالد تركي نافذتي تُطلُّ على رواية “قِلادَةُ ياسَمين” القُدسُ هي قدسُ أقداسِنا، هي زهرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *