د. ماجد خمرة في عرافته لأمسية إشهار رواية “عازفة البيكادلّي” للأديب واسيني الأعرج.

د. ماجد خمرة في عرافته لأمسية إشهار رواية “عازفة البيكادلّي”

للأديب واسيني الأعرج

بلادُ العُربِ أوطاني منَ الشّـامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ إلى مِصـرَ فتطوانِ
فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقنا
لسان الضَّادِ يجمعُنا بغـسَّانٍ وعـدنانِ
لنا مدنيّةُ سَـلفَـتْ سنُحييها وإنْ دُثرَتْ
ولو في وجهنا وقفتْ دهاةُ الإنسِ والجانِ
فهبوا يا بني قومي إلى العـلياءِ بالعلمِ
و غنوا يا بني أمّي بلادُ العُربِ أوطاني
كلمات: فخري البارودي ألحان الاخوين فليفل

لم اقرأ بلاد العرب اوطاني اعتباطا، فهي أجمل ترحيب بضيفنا العزيز الكاتب واسيني الاعرج، وهي ايضا للتأكيد على جذورنا وانتماءنا لهذا الوطن الكبير بشعوبه وجماهيره الشعبية دون العكاكيز المهترئة بأسمالها وحطاتها بل قل انحطاطها وعقالها المرصعة بالذهب الخالص.
ننتمي مع الكاتب الى تلك الحضارة العريقة والثقافة الواسعة، وما هذا المنبر في نادي حيفا الثقافي سوى صورة مصغرة لهذه الثقافة، حيث وصفها اخي ورفيقي المحامي فؤاد نقارة بان الثقافة موقف. موقف من الإنسانية والتشبث بالجذور والتمسك بلغتنا العربية الجميلة (آمل ان لا اشوهها في كلمتي هذه لانصب الفاعل وارفع المفعول). في هذه الأمسية سنجول في كتاب مميز لكاتب مميز واسيني الاعرج الذي ترامى الى العالمية .
الرواية عازفة البيكاديلي صدرت عن دار الآداب بيروت عام 2023 في 375 صفحه من القطع المتوسط.
استهلها الكاتب بـ ” كل واحد عنده قصه وكل قصه الها قصه،  بيخلص العمر وما بتخلص القصة، ” من مسرحيه الشخص للأخوين رحباني.
رواية تستحضر المكان والزمان مع دقائق المعلومات منذ حرق قصر البيكاديلي قبل 23 عام واقتفاء أثر ومعرفه من الفاعل.
رواية تروي كل شيء، عن  الحمرا ومنطقتها وقصر البيكاديلي والرحابنة وفيروز وتفاصيل اكثر دقه. رواية تقرأ فيها بيروت وتستنبط منها حيفا. رواية أعادتني الى فيلم جزائري فرنسي إيطالي ” حلبة الرقص”  le bal  للمخرج ستوري سكولا  ( شرح بالعامية. بدون حوار. 7 محطات تاريخية بواسطة المؤثرات الموسيقية والخوريوغرافيا).

قبل البدء في عمليه الحديث عن الرواية اريد ان اتوجه بجزيل الشكر للمتحدثين في هذه الأمسية.
اريد التنويه الى العمل الشاق. ان تقرأ الكتاب الابداع، الرواية وان تقول شيئا عنه ليس بالعمل السهل والمريح. وهو ليس لقراءة الليل قبل النوم. عليك الجلوس على ردفيك ومراجعه هذا الابداع بطوله وعرضه من أسفل الى علٍ والرجوع الى مصادر عديدة والى ما حولها. عليك بتوسيع الرقعة لمعرفه الظروف التاريخية والاجتماعية والسياسية لكتابه هذه الرواية. عليك الخوض في غمار نفسيه الكاتب وخلجاته. فالمشاركة بإشهار كتاب عازفة البيكاديللي  لمتحدثيْنا ليست مشاركه. انها اطلالة مهنيه موضوعيه بقدر المستطاع تتسامى لمستوى رفيع من النقد البناء وبعيدة عن التملق وكيل المديح. أُثني على عمل متحدثينْا الدكتور نبيه القاسم والكاتبة صباح بشير، لأنني على دراية تامه بتعقيدات هذا النوع من العمل، ويكفي ان نذكر حقيقة قراءة 375 صفحة في زمن أصبح الكتاب والورقة المطبوعة لدى اجيالنا الناشئة وللأسف من العادات النادرة وغير المرغوب بها (طبعا بدون التعميم) ناهيك عن قراءة هذه الصفحات من على شاشة الحاسوب. (سألتني بنتي شو عم بتساوي. شايفتك عم تقرا كثير. قلت لها شو عم بقرا 375 صفحه. بتقولي ولووووو.,,,,,,ما اقسى قلبك ! نعم هكذا.

فالشكر الشكر لكما. وللصراحة قلت في نفسي ” منيح انه هاي المرّة انا بس عريف ومدير الندوة.”
وبما ان الصباح هو فاتحة كل نهار بعد الفجر ونقول صباح الخير وليس فجر الخير اليك يا صباح البشر.

مع الإصباح أو بعده تأتي النباهة، الدكتور نبيه القاسم ليدلو بدلوه..

فليسمح لي د. نبيه بأن أصفه ” انت بارومتر أدبِنا وسيسموغرافِه “

***
نشقّ عباب الماء من معطف الطاهر وطاهر ولازه الى واسيني الاعرج وعازفته البكاديليّه. لكن على ما يبدو لم نخرج بعد من لازنا. فمقارعة الاستعمار هي مسار معقد وطويل. ويأتينا واسيني ليطرح الأسئلة العينية لمعرفه الحقيقة، التي لربما للاستعمار له في الامر صولات وجولات حتى في حرق البكاديلي- الرّمز.

المنصة لك ايها الضيف العزيز…..

15/2/2024