أمسية أدبيّة في نادي حيفا الثّقافيّ لإشهار مجموعتين شعريتين للشّاعرة د. علا عويضة  

 

 

احتضن نادي حيفا الثّقافيّ أمسية أدبيّة مميّزة، وذلك لإشهار المجموعتين الشعريّتين “أجراسٌ عاصفة” و “ليلٌ لا يشبه اللّيل” للشّاعرة د. علا عويضة.

شهدت الأمسية مشاركة نخبة من النّقّاد، وهم د. رياض كامل، ود. ماجد خمرة، ود. سمير حاج، بينما تولّت الشّاعرة سلمى جبران مهمّة العرافة والتّقديم.

افتتح الأمسية الأستاذ المحامي فؤاد نقّارة، مدير النّادي ومؤسّسه، حيث رحّب بالحضور وبارك للشّاعرة د. عويضة هذا الإشهار، وشكر المجلس الملّيّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ في حيفا على رعايته أمسيات النّادي، كما استعرض النّشاطات القادمة، داعيا الجميع لحضورها.

ألقى د. رياض كامل قراءة في ديوان أجراس عاصفة بعنوان: “النّقد بين ثقافة المبدع وثقافة النّاقد”، وممّا قال: النّقد هو عمليّة تقويم وتقييم وحفر في جماليّات النّص، وفق معايير فنيّة؛ كي نحافظ على الثّابت والمتحوّل، والشّعر يبقى شعرا له أصوله، والمتحوّل هو طريقة تشكّل القصيدة وما يتخلّلها من ثقافة ولغة، هذا المتحوّل لطالما تعرّض للانتقادات، من المثقّفين المتزمّتين أو ممّن لم يواكبوا تطوّرات الشّعر العربيّ الحديث، لقد شهد الشّعر العربيّ عبر مسيرته تحوّلات عدّة في الشّكل، ورغم عامل الزّمن، فإنّ ما لا يعتمد الأصول الكلاسيكيّة من وزن وصدر وعجز وقافية وغيره، برأي هاتين الفئتين ليس شعرا، إذن كيف سنتعامل مع شعر علا عويضة؟ وكيف نتذوّق مثل هذا الشّعر؟

تلاه الدكتور سمير حاج، الذي قدّم قراءة في ديوان “ليل لا يشبه اللّيل” للشّاعرة عويضة، افتتح القراءة بقوله: الشّعر رموز ورسائل روحيّة، لا بل نيازك عابرة للقارات تحاكي القلب والعقل.

ثمّ قال: لون غلاف الدّيوان أسود فاحم، والقمر فيه باهت وخجول، يرمز اللّيل إلى السّواد والسّكون والتأمّل، وموت النّهار المؤقّت الذي يتجدّد مع انطلاق كلّ صبح. وأردف: من رحم قصيدة “ليل لا يشبه اللّيل” استُلِهِم عنوان الدّيوان، تلك القصيدة التي تُغرِقُ القارئ في بحر من الحزن، حيث يتردّد لفظ “اللّيل” بأشكاله المتنوّعة، فتارة يظهر بظلاله الدّاكنة، وتارة أخرى بغياب القمر وضيائه، في المقابل، تظلّ مفردة “النّهار” بعيدة المنال. تظهر الكلمات “اللّيل” “الظّلام” و “المساء” في الدّيوان ثمانية وخمسين مرّة، بينما تظهر كلمة “النّهار” مع قرينتيها “الصّباح” و “النّور” و “الفجر” ثماني عشرة مرّة.

بعد ذلك تحدّث الدكتور ماجد خمرة، الذي أثنى على التّشكيل الموجود في القصائد، ورأى فيه فائدة عظيمة لطلّابنا لتعلّم القراءة الصّحيحة الفصيحة، ثمّ أردف قائلا: لقد قمت بدراسة ديوانيّ الشّاعرة علا عويضة من منظور مختلف، وسأقدّم قراءة تحليليّة فلسفيّة.

نلمس في الديوانينّ الانتقال من نسبيّة استقلالية للوعيّ بالوجود المادّيّ، إلى الأمر المطلق لخيال الشّاعرة ووعيها، وحتّى الانفصال التّامّ عن الوجود المادّيّ بالمعنى الحرفيّ. إنّ سمفونيّة د. عويضة في ديوانيها، تتناغم في سطورها مع مفاتيح البحث، وهي تستخدم المقولات الفلسفيّة بإدراك وإصرار تارة، وبالصّدفة أو بالسّجيّة تارة أخرى.

تلته د. علا التي قدّمت شكرها للنّادي وإدارته على هذه الأمسية الثريّة، وقامت بإلقاء بعض القصائد من المجموعتين، وقامت بتوقيع المجموعتين الشعريّتين، وذلك بحضور عدد من المثقّفين، ممّن أشادوا بإبداعها وبالمستوى الرّاقي للأمسية.

 

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

نادي حيفا الثّقافيّ يحتفي برواية “ممرّات هشّة” للأديب عاطف أبو سيف

نادي حيفا الثّقافيّ يحتفي برواية “ممرّات هشّة” للأديب عاطف أبو سيف حيفا- 19 سبتمبر 2024 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *