صباح بشير: فؤاد نقّارة.. إنسانيّة تتجاوز الحدود

يتجلّى اليوم الأوّل من حزيران، ذكرى ميلاد قامة باسقة في سماء الثّقافة والعطاء، الأستاذ المحامي فؤاد مفيد نقّارة، مؤسّس ورئيس نادي حيفا الثّقافيّ.

هو رجل قلّما يجود الزّمان بمثله، إذ نسج من خيوط العشق للكتاب والقراءة بساطا وثيرا، احتضن الأفكار والأقلام.

الأستاذ نقّارة هو فارس ثقافيّ من الطّراز الأوّل، وناشط اجتماعيّ لا يكلّ ولا يملّ، عرفناه متابعا دؤوبا لكلّ وميض جديد في عالم النّشر، يتّصل بدور النّشر، ويتحرّى كنوز المعرفة من الإصدارات القيّمة، ليأتي بها إلى رحاب النّادي، محتفيا بها وبأصحابها في أمسيات بهيجة من الإشهار والنّدوات والنّقاشات المثرية.

كم من الأقلام المغمورة سطعت نجوما في سماء الثّقافة بفضل تشجيعه ومتابعته، وكم من نصيحة سديدة أسداها لأصحابها، فأينعت ثمارا يانعة في حقول الإبداع.

تتجلّى إنسانيّته في عطائه اللّامحدود، دون انتظار مقابل أو جزاء، فبينما بادله البعض الوفاء بالوفاء تقديرا لجهوده، نسي آخرون وتنكّروا لعطائه، إلّا أنّ ذلك لم يثنِ عزيمته أو يحدّ من إصراره، فبقلبٍ ملؤه الإخلاص، يواصل مسيرته النّبيلة في خدمة الثّقافة والمثقّفين، وكلّ من أخلص للّغة وأحبّ الكلمة.

لقد غدا نادي حيفا الثّقافيّ، بفضل رؤيته وجهوده، المنصّة الثّقافيّة الأولى في البلاد، ومنارة تهتدي بها العقول وتتلاقح فيها الأفكار.

لعلّ أروع ما يميّزه هو إنسانيّته المتفرّدة الّتي لا تعرف حدودا، ولا تفرّق بين دين أو ثقافة أو عرق، فمحبّته للجميع تنبع من أعماق قلبه، وتتجاوز كلّ التصنيفات والاعتبارات الظّاهريّة، فهو مؤمن بأنّ الثّقافة جسر يربط القلوب، وأنّ الإنسانيّة هي القاسم المشترك الأعظم الّذي يجمع البشر على اختلاف مشاربهم. لذلك، احتضن النّادي تحت رعايته الكريمة كلّ مبدعٍ ومثقّف، بغض النّظر عن خلفيّته، فكان ملاذا آمنا لتبادل الأفكار، ودليلا على أنّ القيم الإنسانيّة السّامية هي الأبقى والأكثر تأثيرا.

في هذا اليوم الأغرّ، يوم ميلادك أستاذنا الفاضل، تتقاطر أصدق التمنّيات من حنايا القلوب، وتلهج الألسن بالدعوات الصّادقة.. كلّ عام وأنت بخير يا أبا الثّقافة والنّور.

نتمنى لك دوام الصّحة والعافية، لتظلّ شمعة وهّاجة تنير دروب الثّقافة والإبداع، ومثالا يحتذى به في العطاء والإنسانيّة.

دمت ذخرا للوطن، ومنارة تهتدي بها الأجيال، وحارسا أمينا لرسالة الثّقافة السّامية.